‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏ (يريدها متواضعة ولكن بكرامة)


الأحد 2023-04-30

وبما أن الزوج يريد إشباع الكبرياء والهيمنة، فقد يخطئن الكثير من الزوجات عندما يخونهن ذكائهن في تقدير معرفة هذا السر في الرجل، فيقدمن التنازلات تلو التنازلات وقد يصل بهن الحال إلى أن يضعن أنفسهن موضع الذل والمهانة أمام الرجل أو الزوج ظناً منهن أن ذلك يرضي الزوج ويحقق له السعادة وهو يرى نصفه الآخر (زوجته) في موضع لا تحسد عليه من المهانة والمذلة أمامه.

فتضع زوجها في الإحراج وتجعله يتعذب داخل نفسه وبالتالي تنعكس على حياتهما، ولا يستطيع أن يصرح لها أنه يكره الضعف والذل فيها أمامه لأن في كسر لكبريائه ورجولته، فهو يريدها: قويةً مستضعفة.

وعزيزة مذللة له.

وكريمة منكسرة.

وجبارة متحننةً.

وربما صرح بعض الأزواج في لحظة أو أخرى أمام زوجته وهو يطلب منها أن ترد عليه وتناقشه وتقف في وجهه وتتفاعل معه، وفي نفس الوقت يريدها أن تحقق له الإشباع الرجولي بالكبرياء والهيمنة والسيطرة.

فتقف الزوجة في حيرةٍ من أمرها وتسأل نفسها: كيف أرضي زوجي وقد قدمت إليه كل التنازلات ورغم ذلك لم يعجبه؟

وربما نفذ صبرها وقلت حيلتها، فقلبت على الجانب الآخر لتقف أمامه بعنف وعناد وشيء من التمرد وعندها يزداد الأمر سوءاً إذ أنها تضرب على غريزة الكبرياء التي في نفسه وتحاول خدشها أو كسرها أو تغييرها وهذا من سابع المستحيلات. 

والموضوع لا يقتصر على الأزواج فقط فهو يشمل جميع العلاقات التي تتعلق بالرجل ولكنها قد تبدو جلية واضحة في الحياة الزوجية بشكل أكبر.

يجب على الزوجة أن تعرف فنيات تحقيق إشباع غريزة الكبرياء لدى زوجها مع المحافظة على كرامتها التي هي جزء منه ومن كرامته، فهو لا يريدها ضعيفة مهانة حقيرة، كما أنه لا يرغب بأن تكون عنيدة متجبرة قاسية.

بالفعل إنها معادلة صعبةً نوعاً ما بالذات مع الأزواج الذين لا يعرفون كيف يصنعون من أزواجهم هذه الشخصية المثالية التي يريدونها في زوجاتهم.

على الزوج أن يدرب ويعلم ويساعد زوجته على التحلي بهذه الشخصية التي يطمع فيها معظم الأزواج ولكنهم إما يجهلون التعبير عنها أو يفتقدون القدرة على تأسيسها في زوجاتهم.

علينا أن نعلم بناتنا قبل الزواج أن الزوج يحب الزوجة ذات الشخصية الأسدية في المجتمع والأرنب أمامه، هذا على سبيل المثال لتقريب مفهوم الدور الذي يريده معظم الأزواج في شخصية زوجاتهم.

على الزوجة إذاً أن تكون الأسد الضعيف والأرنب القوي وهذا من ديدن الحياة الناجحة.