هل أنت صاحب أم صديق أم شريك؟


السبت 2023-05-06

الصاحب: هو الذي يصحبك في مكان أو مهمة أو عمل أو أي مصلحة أخرى، يعني يجمع بينكم شيء ما لوقت ما في مكان ما، فهو معك بجسده وليس بقلبه. 

أما الصديق: فهو الذي يصدقك وتصدقه، تفتح له قلبك ويفتح لك قلبه، فهو معك بقلبه وإن لم يكن مصاحباً لك. 

وليس بالضرورة أن يكون الصاحب أو الصديق هو رجل المواقف الصعبة التي ترجو فيها نفعه وتنتظر فزعته. 

ولا تعني الصحوبية أو الصداقة أن تجد منهم العون أو المساعدة والتضحية من أجلك، لذلك لا تتفاجأ إذًا لم تجد منهم ذلك الأمل المفقود الذي كنت تنتظره، ولو كان من أقرب الأقربين، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، فقط الشريك هو الذي يمكن أن يقف معك وتقف معه ويضحي من أجلك وتضحي من أجله، لأنه ببساطة شديدة تجمع بينكم مصلحة مشتركة في تحقيق الأهداف واجتياز الصعاب، وقد يكون الشريك زوجة أو زوج أو الأبناء أو من الأقرباء واليتامى والمساكين أو من الجيران، وخاصة الجار الملاصق لكم، أو من عابر السبيل أو من الخدم الذين يخدمونكم، لذلك كانت الحقوق لهم كبيرة وعظيمة، (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖوَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَايُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا)، فمعيار الاحسان ووجوبه قائم على البر والتقوى وتحقيق الشراكة في تحقيق الهدف والوصول إلى الغاية، وهي رضاالله تعالى والفوز بالدار الآخرة!