‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎الآيات 46-48 سورة المرسلات، اللقاء (08)


الجمعة 2024-04-12

تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

كُلُوا۟ وَتَمَتَّعُوا۟ قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُوا۟ لَا يَرْكَعُونَ (48)

اختتم الله عز وجل- هذه السورة الكريمة، بتهديد ووعيد، وإمهال للمجرمين، بأن جعلهم يأكلون ويتمتعون كما تأكل الحيوانات، ويرزقون كما تُرزق البهائم، لعلهم يتوبون، ويعودون إلى الحق ويكفون عن ظلمهم وطغيانهم، وإلا فإن يوم القيامة هو موعدهم، والنار هي مثوى ومستقر لهم،(إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ )، أي ليس أكلكم وتمتعكم بلذات الدنيا بشيء، لأنه متاع قليل لا يُذكر، فمأواكم العذاب الأبدي، :(‏لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذينَ كَفَروا فِي البِلاد * مَتاعٌ قَليلٌ ثُمَّ مَأواهُم جَهَنَّمُ وَبِئسَ المِهاد)، وقد وصفهم بالمجرمين مقابل وصف المتقين بالمحسنين، (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ)، الذين لم يكونوا من المصلين، ولم يطعموا المسكين، وكانوا يخوضون مع الخائضين في الأقوال السيئة وفى الأفعال الباطلة، وكما أنهم امتنعوا عن الركوع والخضوع لربّهم - وإقامة الصلاة في الحياة الدنيا، فإنهم لا يستطيعون السجود له في الآخرة، (يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ)، فمن يُحرم من لذة السجود لربّ العالمين، فذاك هو الخسران المبين، قال عليه الصلاة والسلام:(يَكْشِفُ رَبُّنا عن ساقِهِ، فَيَسْجُدُ له كُلُّ مُؤْمِنٍ ومُؤْمِنَةٍ، فَيَبْقى كُلُّ مَن كانَ يَسْجُدُ في الدُّنْيا رِياءً وسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ، فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا واحِدًا).