‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎الآيات49-50سورة المرسلات، اللقاء (09)


السبت 2024-04-13

تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)

تكررت آية: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ)، في هذه السورة عشر مرات، للدلالة على أن الخسران المبين في الدنيا والآخرة، إنما هو لمن يكذب بآيات الله، ويعرض عن اتباعها، فيقبل حكمها إن كان له، ويعرض عن حكمها إن كان عليه، إما بتأويلها وتحريف معانيها، وإما بضرب محكمها بمتشابهها، (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَوصدف عنها: أي أعرض عنها، ولم يعمل بأمرها ونهيها وأحكامها، هذا بالنسبة للآيات القرآنية الكريمة، والسنة النبوية المطهرة، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَالآية.

وهناك الآيات الكونية والتكوينية التي تدل على عظمة ووحدانية الله تعالى، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية العديدة التي تتحدث عن آيات الله - في الآفاق وفي الأنفس وفي الكون، وتدعو إلى التفكر فيها، فلا عذر لمن يعرض عنها، بعد قيام الحجة؛ لأن الخلل يكون فيهم وفي أسماعهم وأبصارهم وعقولهم حين لم تبصر أعينهم آيات الله - الكونية، ولم تصغ قلوبهم لآياته القرآنية، ولم تذعن عقولهم بالعبودية، فمن لم يتفكر ويتدبر ويتأمل في الآيات القرآنية، والكونية والتكوينية، ويتعرف على أسمائه وصفاته وأفعاله، سبحانه - فقد خاب وخسر وضل عن سواء السبيل، ولن يجد له بعد ذلك من يهديه، (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ).

تمت السورة، ولله الحمد والمنة، وبه التوفيق والعصمة.