الآيات 01- 05 سورة النبأ، اللقاء، (01)


الاثنين 2024-04-15

تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي

عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)

عندما يسأل الناس عن الأمور الغيبية، فهم مختلفون على ثلاثة أقسام: فمنهم المؤمنون الذي يسألون ليزداد إيمانهم وتطمئن قلوبهم، (قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)، ومنهم الكافرون الذين يسألون مستهزئين ومكذبين، (وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ ۖ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ ۖ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ)، ومنهم المنافقون، فأولئك يسألون كونهم مرتابين متشككين، (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا).

وهنا في افتتاح هذه السورة الكريمة يسألون عن، (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ، والنبأ العظيم: هو ما أنبأ به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، بآيات القرآن الكريم. وما جاءت به الآيات الكريمات من الإخبار عن الله عز وجل- وأسمائه وصفاته وأفعاله، والدعوة إلى التوحيد والإخلاص له بالعبادة والخلوص من الشرك، والإخبار بالبعث والنشور والقيام من القبور للحساب والجزاء والثواب، ثم إلى الجنة أو إلى النار، (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).

(كَلَّا سَيَعْلَمُونَ)، فيها طمأنة للمؤمنين، وتهديد للمنافقين، وتوعّد للكافرين، (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ)، (ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَأي سيعلمون عاقبة الكافرين، (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَٰذَا بِالْحَقِّ ۖ قَالُوا بَلَىٰ وَرَبِّنَا ۚ قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ).