الآيات 37-40 سورة النبأ، اللقاء، (05)


الأحد 2024-04-21

تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي

رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَالارضِ وَمَا بَينَهُمَا ٱلرَّحمَٰنِ لَا يَملِكُونَ مِنهُ خِطَابا (37) يَومَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالمَلَٰٓئِكَةُ صَفا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَن أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحمَٰنُ وَقَالَ صَوَابا (38) ذَٰلِكَ اليَومُ الحَق فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَـَٔابًا (39) إِنَّآ أَنذَرنَٰكُم عَذَابا قَرِيبا يَومَ يَنظُرُ ٱلمَرءُ مَا قَدَّمَت يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلكَافِرُ يَٰلَيتَنِي كُنتُ تُرَٰبا (40)

تتحدث لنا الآيات عن يوم القيامة، عندما يقف الناس بين يدي ربّ السماوات والأرض وما بينهما، الرحمان، (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا)، يوم يقوم الروح"جبريل عليه السلام" والملائكة صفاً صفاً، وأمامهم جميع الخلائق، لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن ليقول القول الموافق لأمر الله ومراده، إما بالشفاعة أو بالشهادة، (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)، ويحذرهم سبحانه- من ذلك اليوم الرهيب المهيب، (فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ مَـَٔابًا)، أي: اتخذ له طريقاً يوصله إلى رضوان الله تعالى- بالإيمان والإخلاص، وبالأعمال الصالحة، والبعد عن الكفر والفسوق والعصيان، (إِنَّآ أَنذَرنَٰكُمۡ عَذَابٗا قَرِيبٗا)، لأنه من مات قفلت صحيفته، وقامت قيامته، (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا)، (يَومَ يَنظُرُ ٱلمَرءُ مَا قَدَّمَت يَدَاهُ)،فعند ذلك يقول الكافر: كما جاء عنه عليه الصلاة والسلام:(يَقْضِي اللهُ بين خلقِهِ الجِنِّ و الإنْسِ و البَهائِمِ، و إنّهُ لَيُقِيدُ يومَئذٍ الجَمّاءَ مِنَ القَرْناءِ، حتى إذا لمْ تَبْقَ تَبِعَةٌ عندَ واحدةٍ لأُخْرى قال اللهُ: كُونُوا تُرابًا، فعندَ ذلكَ يقولُ الكافِرُ: «يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرابًا)!

تمت السورة، ولله الحمد والمنة، وبه التوفيق والعصمة!