الآيات 01-07 سورة النازعات،اللقاء (01)


الاثنين 2024-04-22

تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

وَٱلنَّٰزِعَٰتِ غَرقًا (1) وَٱلنَّٰشِطَٰتِ نَشطًا (2) وَٱلسَّٰبِحَٰتِ سَبحًا (3) فَٱلسَّٰبِقَٰتِ سَبقًا (4) فَٱلمُدَبِّرَٰتِ أَمرًا (5) يَومَ تَرجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ (6) تَتبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ (7)

يقسم ربّنا سبحانه بالنازعات، والناشطات، والسابحات، فالسابقات، فالمدبّرات، وهي صفات عظيمة، ولم يخصص نازعة دون نازعة، ولا ناشطة دون ناشطة، ولا سابحة دون سابحة، ولا سبق دون سبق، ولا تدبير دون تدبير، فشمل القسم كل نازع، وكل ناشط، وكل سابح، وكل سابق، وكل مدبّر، وقد تكون صفات لنوع واحد، أو أن تكون صفات لموصوفات مختلفة، وأكرمها الملائكة، إذ ينزعون أرواح الكافرين بغلظة حد الإغراق في النزع، وينشطون بقبض نفوس المؤمنين بخفة ونشاط، ويسبحون في الآفاق سبحاً تعجز عنه المخلوقات، ويسبقون إلى تنفيذ ما أمروا به سبقاً عجيباً لا يدانيه أحد، ويدبرون أمور المخلوقات بما يأمرهم به الله وفق مراده وقضائه وقدره سبحانه والملائكة: خلقٌ من نور، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون، لا يملّون ولا يتعبون، لا يعلم عددهم وصفتهم إلا الله تعالى وهذا الإِجمال لكثرة المعاني مع إيجاز اللفظ مقصود، وذلك لتذهب أفهام السامعين كلّ مذهب ممكن، فتكثر به خواطر المعاني في الأذهان، وتعظم به الموعظة والعبرة، "وذلك من البلاغة والفصاحة القرآنية". والمُقسم عليه: هو يوم القيامة، حيث ترجف الأرض والجبال للنفخة الأولى في الصور، ثم تتبعها الرجفة الثانية للبعث من القبور، (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظرُونَ).