• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الأربعاء 2019-07-24

الحياء

  • تسجيل اعجاب 2
  • المشاهدات 774
  • التعليقات 0
  • Twitter
الحياء
  1. icon

    إعداد / أحمد عبدالله الحربي

  2. icon

    ديني

إن من كرم الإسلام على نفس المسلم أن شرع لها ما يقومها ويبعدها عن مواطن السوء والانحطاط وما يقربها إلى الفضائل ومكارم الأخلاق فجعل الحياء الذي فطرت عليه نفوس البشر من العبادات ورتب الثواب عليه والحياء كما قال ابن القيم رحمه الله: الحياء مشتق من الحياة، فإن القلب الحي يكون صاحبه حيا فيه حياء، يمنعه عن القبائح، فإن حياة القلب هي المانعة من القبائح التي تفسد القلب وقال الشيخ بن باز رحمه الله تعالى في الحياء : خلق كريم قلبي يمنع صاحبه من الخصال الذميمة والأخلاق المنحرفة، ويحمله على مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال كما في الحديث: (إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء) رواه ابن ماجه وحسنه الألباني والله جل وعلا يحب الحياء قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ...) الحديث، أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي بل جعل الشرع الحياء من الإيمان.

فعن ابْنِ عُمَرَ رضي اللَّه عنهما: أَنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ في الحياء، فَقَالَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ( دَعْهُ، فإِنَّ الحياءَ مِنَ الإِيمانِ ) متفقٌ عَلَيْهِ

وفي الحديث أيضًا: (الحياء والإيمان قرنا جميعًا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر ) صححه الألباني.

وترك الحياء من الله عز وجل وعباده حامل على الوقوع في المساوئ لزوال المانع النفسي من اقترافها، قال صلى الله عليه وسلم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت) رواه البخاري.

قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (استحيوا من الله حق الحياء). فقالوا: يا رسول الله! إنا نستحي قال: ( ليس ذاكم، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء )صحيح الترمذي

قال صاحب النونية:

وإذا خـلـوت بــريبــة فـي ظلمـــة ... والنفس داعية إلى الطغيان 

فاستحيي من نظر الإله وقل لها ...إن الذي خلق الظلام يـراني

وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: "لا خير فيمن لا يستحي من الناس".

فالحياء خلق أهل المروءة ويضفي على صاحبه بهاءً ووقاراً وهو خلق الكرام من الأنبياء والرسل ومن اقتدى بهم فهذا محمد صلى الله عليه وسلم أزكى البشرية نفساً وأطهرهم قلباً فيما يصفه أصحابه عليهم السلام (كان أشد حياءً من العذراء في خدرها)  وهذا موسى عليه السلام يوصف بالحياء كما قال صلى الله عليه وسلم قال:" إنَّ موسى كان رجلًا حييًّا ستِّيرًا، لا يُرَى مِن جلده شيء استحياءً منه، "فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ... إن التشبه بالكرام فلاح"

ويتأكد الحياء في حق المرأة المسلمة المصونة فإن الحياء يزيد من جمالها ويصون عرضها عن كل ساقط وقد أثنى الله عز وجل على الفتاة الحيية كما في قوله تعالى: ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا، فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )(القصص – الآية 25).

وعن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ, قالت: (كنت أدخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله وأبي, واضعة ثوبي, وأقول: إنما هو زوجي وأبي, فلما دفن عمر رضي الله عنه, فوالله ما دخلته إلا مشدودةً عليَّ ثيابي حياءً من عمر - رضي الله عنه ) رواه الحاكم، وصححه.

والحياء المحمود لا يعني بحال الخجل المذموم الباعث على ترك الفضائل والأعمال الصالحة وترك قول الحق والدعوة إليه خوفاً أو خجلاً من الناس خصوصاً في زمن الفتن قال القرطبي رحمه الله: (قد كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يأخذ نفسه بالحياء ويأمر به, ويحث عليه, ومع ذلك فلا يمنعه الحياء من حق يقوله, أو أمرٍ ديني يفعله, تمسكاً بقوله تعالى: {واللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} [الأحزاب : 53] وكذلك ليس من الحياء الامتناع عن سؤال أهل العلم عن ما يجهل الإنسان من العلوم الدينية أو الدنيوية قال مجاهد رحمه الله : (لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر) والمقصود هنا الحياء المذموم (الخجل).

جعلنا الله ممن حسن خلقه وعمله واستحيا من الله وخلقه.

أضف تعليقك...

  • 2214 زيارات اليوم

  • 46478743 إجمالي المشاهدات

  • 2986968 إجمالي الزوار