• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الثلاثاء 2019-08-13

التفكر في مخلوقات الله

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 2287
  • التعليقات 0
  • Twitter
التفكر في مخلوقات الله
  1. icon

    إعداد / أحمد عبدالله الجهني

  2. icon

    ديني

التفكر في مخلوقات الله من أعظم العبادات القلبية التي تحدث في باطن الإنسان، ولأن التفكير في خلق الله تعالى من صفات المؤمنين، وكلما كان الإنسان أكثر تفكرًا وتأملًا في خلق الله وأكثر علمًا بالله تعالى وعظمته كان أعظم خشية لله تعالى، كما قال سبحانه: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر:28]، وإذا نظر العبد إلى ما خلق الله تعالى في هذا الكون من المخلوقات العظيمة، والآيات الكبيرة، فإنه سيرى أن في كل شيء له آية تدل على أنه سبحانه إله واحد كامل العلم والقدرة والرحمة والجبروت والعظمة والكبرياء.

ويُقصد بالتفكّر: إعمال العقل وإطلاقه في التأمل بآيات الله في الكون والشرع، ويكون ذلك بالتدبّر والملاحظة لدقّة وجمال وعظمة سنن الله -عزّ وجلّ- في الكون، والتماس العبرة والعِظة من ذلك، ولأجل ذلك دعا الله عز وجل الكافرين في القرآن الكريم للتفكّر فيما حولهم من أسرار الكون لعلهم يتّعظون ويعودون عن الشرك بالله، فقال: (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ)[الأعراف:185].

ومن آيات الله العظيمة خلق السموات والأرض؛ فمن نظر إلى السماء في حسنها وكمالها وارتفاعها وعظمتها، عرف بذلك تمام قدرته سبحانه: (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ)[ق:6]، وخلق الله في الأرض من أجناس الدواب وأنواعها ما لا نستطيع إحصاء أجناسه فضلًا عن أنواعه وأفراده؛ فانظروا أولًا؛ كم على هذه ظهر هذه الأرض من البشر من بني آدم، ليسوا بالآلاف ولا حتى بالملايين، بل مليارات البشر، وكم الذين دفنوا في باطن هذه الأرض، وانظروا كيف أن ألسنة هؤلاء البشر وألوانهم مختلفة، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ)[الروم: 22]، وللأسف مع عظم هذه العبادة فقد تقاعس الكثيرون عن هذه العبادة وأهملوها، وحُرِم الكثيرون منها لقسوة قلوبهم، وبعدهم عن خالقهم، وارتكابهم المعاصي والآثام، فلا بد من الاستدراك وإصلاح الخلل للفوز بهذه العبادة، فهم قد غفلو عن آثار وفوائد هذه العبادة والتي من أعظمها إقرار العبد بوحدانية لله تعالى وزيادة قرب العبد من الله عز وجل وكشف عن بديع صنع الخالق العظيم ودقته وروعته ويزرع في النفس الخوف والخشية من الله عز وجل ويزيد من تواضع المرء لمولاه جلّ في علاه ويزيد من محاسبة النفس على أخطائها ويُكسب الروح صفاءً ونقاءً ويحيي القلب ويزيد من إيمانه ويقينه بقدرة الله تعالى وعظمته ويورث الحكمة والرأي السديد ويُبعد النفس عن عصيان الله تعالى ومخالفة أمره ويملأ النفس راحةً وسعادةً ويفتح الأبواب لطلب العلم والمعرفة فيكتسب المرء علوماً جديدةً تنفعه في شتى المجالات ويزيد اليقين بمجيء يوم القيامة والوقوف بين يدي الخالق العظيم ويبعث على العمل الدؤوب الصالح ليكون زاداً يوم القيامة.

ومن الأسباب التي تعين على التفكر في مخلوقات الله الرجوع إلى الله تعالى والإنابة إليه وترك المعاصي والذنوب والمسارعة في فعل الطاعات ومجاهدة النفس والشيطان والشهوات والتخفيف من اللهث وراء الدنيا والمحافظة على الفرائض والواجبات.

اللهم اجعلنا من المتفكرين في بديع خلقك، المعظمين لك؛ العابدين الطائعين الخاشعين. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

أضف تعليقك...

  • 2533 زيارات اليوم

  • 46479033 إجمالي المشاهدات

  • 2986997 إجمالي الزوار