1. 

   إعداد / أحمد عبدالله الجهني

2. 

   ديني

بسم الله الرحمن الرحيم

الصبر

الصبر من أعظم العبادات القلبية وهو حبس النفس عن محارم الله، وحبسها عن فرائضه، وحبسها عن التسخط والشكاية لأقداره، وما سمي الصبر صبرًا الا لأن تمرره في القلب وإزعاجه للنفس كتمرر الصٍبر في الفم، وقد ذكره الله في القرآن بأكثر من سبعين موضعًا، منها قوله تعالى: { واصبر وما صبرك إلا بالله } وقوله تعالى:  { يا أيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون } وقوله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}، وغيرها من الآيات العظيمة، وقد ورد فضله في السنة في أحاديث النبي ﷺ ففي الحديث عنه ﷺ (ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطى أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر) وقوله ﷺ ( عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له) فإن رأيت نفسك عند إصابة الضراء صابرًا محتسبًا، تنتظر الفرج من الله عز وجل فذلك عنوان الإيمان، وقد قال علي رضي الله عنه ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس باد الجسد.

ومن فوائد الصبر: أنه دليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام، ويورث الهداية في القلب، ويثمر محبة الله ومحبة الناس، وسبب للتمكين في الأرض، والفوز بالجنة والنجاة من النار، مع معية الله للصابرين، والأمن من الفزع الأكبر يوم القيامة، وهو مظهر من مظاهر الرجولة الحقيقة وصلاة الله ورحمته وبركاته على الصابرين.

وأعظم ما يعين على الصبر : أن يعلم المرء أن الله قد ارتضاها له واختارها وقسمها، وان يعلم ان هذه المصيبة هي دواء نافع ساقه العليم لمصلحته وان يعرف أن هذا مقدّر من الله ، خاصة حينما يتذكر اعظم مصيبة وهي موت النبي ﷺ، فيتجنب الجزع فهو لا ينفعه بل يزيد من مصابه، وأن يتسلى بمن هم أشد منه مصيبة ويعرف أن مصيره بيد الله فيما يخص ماله واهله ونفسه، وأنه سيرجع إلى ربه كما خلقه أول مرة، ويعلم أن ابتلاء الله له هو امتحان لصبره وأن يعلم أن مرارة الدنيا هي حلاوة للآخرة، خاصة حينما يتذكر صبر الأنبياء والمرسلين عليهم السلام.

وختامًا، أسال الله أن يجعلنا من الصابرين والمصابرين، والقانتين العابدين العارفين به سبحانه وتعالى.