• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الجمعة 2020-03-27

التخطيط ودورهـ في حياة الإنسان

  • تسجيل اعجاب 2
  • المشاهدات 843
  • التعليقات 0
  • Twitter
التخطيط ودورهـ في حياة الإنسان
  1. icon

    إعداد / عبدالاله ابراهيم بخش

  2. icon

    ثقافي

التخطيط هو عملية التفكير بما ينبغي عمله في المستقبل، والكيفيّة التي سيتمّ من خلالها إنجازه، والوقت اللازم لتنفيذه، بالإضافة إلى تحديد الأهداف، والطُّرُق، والخطوات اللازمة لبلوغ هذه الأهداف، ويتطلّب ذلك تحقيق قَدر كبير من وضوح الرؤية، والتنبُّؤ الصحيح، والدقّة العالية للأحداث المُتوقَّعة في المستقبل.

قد يعتقد البعض أن التخطيط ورسم خطط للمستقبل هو عمل فئة معينة من الناس أو مجموعة معينة منهم، إلا أن جميع الخبراء قد أكدوا عكس ذلك، حيث يؤكد الخبراء أن التخطيط يجب أن يكون عنصرًا أساسيًّا في حياة كل فرد مهما كانت بساطة تطلُّعاته للمستقبل، ومهما كان ما يريد التخطيط له صغيرًا أو كبيرًا، ومؤكِّدين كذلك على أن التخطيط للحياة المستقبلية ليس بالأمر المفزع الذي يظنه البعض، وإنما هو أمر في غاية السهولة، فلا يستطيع أي إنسان يريد النجاح أن يستغني عن التخطيط لمستقبله ووضع الخطط التفصيلية لما يريد أن يقوم به سواء كان ذلك في المستقبل القريب أو في المستقبل البعيد. 

عند التخطيط يجب أن تكون رؤيتك ورسالتك واضحة حتى لا تكون أكثر عرضة للصدمات فيجب:

١- أن تكون لديك قناعة تدفعك لإنجاز الهدف والتغلب على الأثر السلبي.

٢- الإيمان الدائم بالله سبحانه وتعالى، فهو القادر على نصرتك ثم الثقة في قدراتك.

٣-يجب ان بكون هدفك الحقيقي محدد ودقيق، واضح كالشمس، عملي طموح، قابل للتحقيق.

 

و يعتبر التخطيط أمراً ضرورياً لتنظيم الوقت واستغلاله، بالإضافة لأهميته في عمل مسار واضح للشخص ليوازن بين الجوانب المختلفة في حياته، وهذه بعض الأمور التي توضح أهمية التخطيط في الحياة الشخصية لتحقيق النجاح في الحياة:

تقليل الإرهاق: يقلل التخطيط من الإرهاق والتعب بشكل كبير، حيث أنه يمنح الشخص الراحة لمعرفته ما عليه فعله في يومه ويكون على معرفة واضحة بأهدافه والأوقات التي من الممكن أن تتحقق فيها.

تخطي العقبات: يجعل التخطيط الشخص مستعداً لمواجهة العقبات التي قد تظهر في حياته، بالإضافة إلى زيادة قابليته للتأقلم مع الظروف المختلفة وتخطي العقبات.

التقييم الذاتي: فالتخطيط للأنشطة بشكل يومي أو أسبوعي يجعل الشخص قادراً على تقييم آداءه تجاه الأهداف التي تم وضعها.

 

أهم ثلاثة أنواع من أنشطة التخطيط، وهي:

التخطيط الاستراتيجي: وهو التخطيط الذي تتمّ فيه صياغة الأهداف العامة للمُؤسَّسة، وكشف المستقبل الخاصّ بها، وتوجيه مسارها، وتحديد أهدافها في المستقبل، وتهتمُّ الإدارة العُليا بوضع الخطط الاستراتيجية، وتطويرها؛ لإنجاز كافة الأهداف الموضوعة.

التخطيط التكتيكي: وهو التخطيط الذي يُركّز على الأفعال، والأفراد، وكيفية تنفيذ الخطط الاستراتيجية وِفق الموارد المُحدَّدة، والوقت اللازم لها، وبذلك يُعتبَر التخطيط التكتيكي أقلّ شموليّة، وذا مدى زمنيّ أقلّ، مقارنة بالتخطيط الاستراتيجي، والجهة المسؤولة عن وضع الخطط التكتيكية، هي الإدارة الوُسطى.

التخطيط التشغيلي: تعود مسؤولية وضع الخطط التشغيلية، وتحديدها، إلى المستوى الإشرافي الأول؛ أي الإدارة الدُّنيا.

وتحدث لصحيفة عيون المدينة الأستاذ حاتم محمد سفرجي مدرب ومستشار تنمية بشرية قائلا "لا شك أن الإنسان يرحل كل يوم في أفلاك حياته بين يَمنةٍ ويَسرى، بين هنا وهناك، لِيُلاحق أعمالاً ويقضي مشاويراً بعضها يعرفها وبعضها يخرج تائهاً في خضَّن ضغوط الحياة، ولكن إن كان الإنسان يهيم على تلقائي وجهه بدون وعي وإدراك وبدون هدف واضح سوف يجلس تائهاً، شارداً، ضائقاً من حاله، بل سيغدوا هدفاً سهلاً للناس، وشخصاً يُخطط له من أجل الوصول لأهداف حياة الأخرين، ويكون ضمن مخططاتهم، فلذلك وجب علينا ان نستوضح ونعرف اهدافنا الروحانية، والنفسية، والعلمية، والعملية، والأسرية، والمالية، والتطويرية، وأخيراً الاجتماعية".

وأضاف سفرجي لكل هدف خطة فالتخطيط للصلاة في وقتها هو امر رباني، فالصلاة في وقتها هدف ونخطط ان نحرص على الالتزام بوقت كل صلاة، والحياة الأسرية هدف والاتزان فيها هدف والخطة كيف تسير حياتنا الاسرية؟ وقس على هذا جميع دورة حياة الإنسان فالنجاة فالتخطيط ووضع الأهداف وسلامة الرسالة وطموح الرؤية من اجل ان يجد الإنسان سعادته في حياته، كل هذا وذاك لا يكون إلا بالوعي الحقيقي لميزات التخطيط والإبداع فيها وقوة التفكير وسلامة القرار، فالفرد عندما لا يخطط ولا يخطط لحياته يكون سلعة سهلة متاحة في أيدي كثير من الناس قد يتم استغلاله لأنفسهم سواء كان  رجلا او امراة ولكن *من عرف فهم ومن غفل اظلم على نفسه وحياته*.

إن أمتنا بأمس الحاجة إلى التخطيط الدقيق، الذي يبني مجدها، ويقيها بإذن الله من مصارع السوء، وكل تخطيط لا يبنى على فهم عميق لمجريات الأحداث، وتصور متكامل للواقع من جميع جوانبه، سيدخله خلل إن لم ينقلب تخبطا لا تخطيطا، فالتخطيط يشمل جميع نواحي الحياة الدعوية، والعلمية، والإقتصادية، والعسكرية وغيرها، حتى نكون كما أراد لنا ربنا "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ" فالتخطيط الدقيق والصحيح يجعلنا أمة قوية البنيان مرهوبة الجانب، تخضع لها الأمم والممالك، وتذل لها الجبابرة والملوك "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ".

وبهذا نحمي المسلمين، ونوجد المهابة لهم في نفوس أعدائهم، كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "نصرت بالرعب مسيرة شهر" وصدق الله العظيم: "تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ".

إن المسلم يخطط تخطيطاً بعيداً يتجاوز الحياة الدنيا، إنه التخطيط لآخرته ومصيره بعد موته ومنقلبه عند قدومه على ربه، بل لأجل ذلك ينبغي أن يتعلم التخطيط لحياته الدنيا ليكتمل النظام في كافة جوانب حياته، ولابد أن يسبق التخطيط وضوح الغاية والهدف، وهذه دعوة موجهة لكل مسلم أن يقف مع نفسه وقفة صادقة ليتعرف على الغايات السامية التي ينبغي أن ينفق فيها الحياة الغالية، ثم لينظر من أي الأبواب يلج إليها وماذا ينبغي عليه أن يفعل ومع من يمكن أن يتعاون للوصول إلى الهدف المنشود.

أضف تعليقك...

  • 2665 زيارات اليوم

  • 46479164 إجمالي المشاهدات

  • 2986998 إجمالي الزوار