• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الأحد 2020-08-23

اللقاء الثاني

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 346
  • التعليقات 0
  • Twitter
اللقاء الثاني
  1. icon

    إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

  2. icon

    اجتماعي

بِسْم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

تراهنت الغابة ذات صباح، من سيكون المنتصر؟

فاليوم هو موعد صراع ملك الغابة الأسد ضد أصغر الحشرات وأضعفها البعوضة، وبطبيعة الحال، كانت نتيجة الرّهان، ١٠٠٪؜. بأن البعوضة ستهلك، لأن الأسد هو الأقوى،

(وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً)، وبدأت نصائح المحبطين تنصب على البعوضة المسكينة، لتزيد من وهنها وهناً، وعلى ضعفها ضعفاً، وفوق مصيبتها مصيبة، (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).

أمّا الأسد فقد التفت حوله معظم حيوانات الغابة، تصفق له وتؤيده وتشد أزره المشدود، فلم يكن محتاجاً لهم، ولم يكونوا راغبين في الوقوف معه، ولكنّهُ النفاق، والمنافقون فهم له يقولون:

(لَئنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ).

جاء الوقت المعلوم، وحانت ساعة اللقاء، وحبست الغابة أنفاسها من هول المصيبة التي ستحل بعالم البعوض، فمنهم الباكي، ومنهم المتباكي، فالحبيب حزين، والعدو سعيد، والعقلاء تعطلت عقولهم، والحكماء تيبست عروقهم، والفصحاء قد انعقدت ألسنتهم، فيا لهول الموقف، فلن يكون هناك بعوضاً على الأرض، بعد اليوم، وسوف تتغير خريطة الغابة.

طارت البعوضة بهدوء وثقة ويقين وتسللت إلى داخل أذن الأسد المتغطرس، أخذت بالطنين من حين إلى حين، وبدأ هو المسكين يخبط رأسه في الحجر والطين، حتى هلك على التو والحين، فأصبحت حكايته عبرةً للمعتبرين.

(كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ).

أضف تعليقك...

  • 1832 زيارات اليوم

  • 46449745 إجمالي المشاهدات

  • 2986757 إجمالي الزوار