-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
بِسْم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
بعض النفوس خضعت للشهوات، وللحب المحرم والنزوات، وللأشعار التي تترنم بألم الفراق، أو بلذة الهفوات، وللحب الفتّان صدحت بالأغنيات، وللغرباء التافهين تاقت بالملذات، والأفلام ما قصّرت، قد أثارت الشهوات والشبهات.
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
يدهُ في يدها، ورجلهُ برجلها، هدفهم واحد، وأحلامهم واحدة، وهمومهم واحدة، البيت والأسرة وحياتهم والأبناء، يربطهم الميثاق، ولا يعرف طريقهم الفراق، تجمعهم عِشرة طويلة، ومعاشرة حميدة، قد أنعم الله عليهم بالوصل والوصال، وبرزق وفير ومال وعيال، وبالحب الحلال.
(أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً).
فأجسامهم متلاصقة، وقلوبهم متفرقة، وعقولهم للصور مجذوبة، وأفكارهم بالبعيدين مهبولة، ينسون أنفسهم، وينشغلون بالخيالات، تُظهر حبّها لهُ، وقلبها ليس لهُ، تقول يا حبيبي، وتقصد ياعثرة نصيبي، كأن القدر قد أخطأ بحقها، فأعطى نصيبها لغيرها، وأعطاها فلان، فهي تسرح في وادي وهو في وادي آخر سرحان، خيال وأوهام، يحسب كل نظرة سلام إعجاب، وكل كلمة عابرة إطناب، فأيّ لقاء عابر في الطريق، يُشعل في قلبه ألف حريق.
(تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شتى ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ).
فتنٌ كظلمات الليل، قد وجدت قلوب خالية من الإيمان، وأفواه عاجزة عن ذكر الرحمن، ونفوس تلذذت بوساوس الشيطان، جعلت العاقل مجنون، والحليم حيران.
(قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
أضف تعليقك...