• icon لوحة التحكم
  • icon

icon السبت 2021-05-29

معية الله تعالى لعباده ... (22)

مجلس حكيم الزمان !

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 479
  • التعليقات 0
  • Twitter
معية الله تعالى لعباده ... (22)
  1. icon

    خاص صحيفة عيون

  2. icon

    إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

  3. icon

    اجتماعي

بِسْم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،


إن كنت ممن جاء ذكرهم في قوله تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)، فأبشر فقد تكون ممن هم في معية الله تبارك وتعالى، فهذه هي بعض من الصفات التي يحبها الله تعالى في عباده ويرضاها لهم، إنها الصفات التي تقرب العبد إلى ربه تبارك وتعالى وتجعله في معيته، وحفظه، وضمانه، وأمانه، إنها الصفات التي يهدي بعضها إلى بعض (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ)، فمن تخلق بصفة منها هداه الله إلى صفة أخرى ليقربه بها إليه سبحانه، وأول وأهم تلك الصفات كما بدأت به الآية الكريمة هي صفة الإسلام: (المسلمين والمسلمات)، فإذا ما حقق الإنسان صفة الإسلام في حياته كما ينبغي وكما يحب ربنا ويرضى، فإنه يكون قد فتح الباب لنفسه لتحقيق بقية الصفات التي جاء ذكرها في الآية الكريمة، التي تأتي بعد إكتمال صفة الإسلام، وتلك الصفات التي جاء ذكرها في سياق الآية هي :- الإيمان، القنوت، الصدق، الصبر، الخشوع، الصدقة، الصيام، حفظ الفرج، وذكر الله تعالى كثيراً، أما إذا فشل الإنسان في تحقيق معنى وحقيقة صفة الإسلام في نفسه وفِي حياته وفِي جميع تعاملاته مع الله ومع خلق الله وفق منهج الله، فإنه يكون قد ضيّع نفسه وهو لما سواها من الصفات أضيع، ونسأل الله السلامة والعافية من أن نكون مسلمين بالهوية أو بالقول فقط دون العمل بمقتضى الإسلام، أو أن نعمل عملاً ينافي حقيقة ومفهوم الإسلام والعياذ بالله، للأسف أن البعض من المسلمين، أعمالهم لا تتوافق مع منهج الإسلام، ولا نعني فقط أولئك المنحرفون عن منهج الله وشرعه، فالمذنب قد يتوب فيتوب الله عليه، أما من كان عمله وسعيه في الحياة على منهج يخالف ما أمر الله به وشرع، (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)، فقد يكونون ممن يظنون أنهم على خير، أو يظن الناس بهم خيراً، أولئك الذين أضلهم الله على علم، (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)، فقد يحسبون أنهم بالقول وبالطقوس والأغاني والأهازيج فقط يحققون معنى الإسلام، ويجهلون أو يتناسون أن الإسلامَ منهجٌ ربانيّ كامل أنزله الله تبارك وتعالى على نبيّنا محمد عليه الصلاة والسلام، وأمره بتبليغ هذا الدين الذي يحتوي على الأنظمة والقوانين الإلهيّة التي تقتضي مصلحةَ العباد في هذه الحياة، ويوم يقوم الأشهاد، فوضّح لنا أحكامَ هذه العقيدة، وأخلاقَها، وآدابَها، وعباداتِها من خلال القرآن الكريم، والسنّة النبويّة، فإنهم بذلك يضيعون أنفسهم، ويأثمون بإثم من يضلونهم بعلم أو بغير علم ممن يقتدون بهم، ويعملون بعملهم، فالإسلام يعني الخضوع لله عزّ وجل، والانقياد التامّ لأوامره، والاستسلامُ برغبةٍ اختياريّة، وليس قسراً، فجوهرُ الإسلام هو الخضوعُ الاختياريّ للمسلم، يأتمر بأمره، وينتهي عن نهيه، ويتقي الشبهات، (مَن اتقى الشبهاتِ فقد استَبْرَأَ لدينِه وعِرْضِه)، وبناءً عليه يكون الثوابُ والعقاب، (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ).

والآن تتبادر إلى أذهاننا الأسئلة التالية عن كل صفة من الصفات التي ذكرها الله تعالى لنا في هذه الآية الكريمة، وسنحاول البحث عن الإجابة عنها لنفقه في ديننا ونعبد الله على بصيرة، محاولين إدراك الأعماق في حقائق الأمور، وجمال الدين وأهداف العقيدة، لنسعد في حياتنا، ونرتقي عند ربنا، ولا نكتفي بالقشور ونترك اللب والجوهر، ولندرك غاية وجودنا في هذه الحياة:

السؤال الأول :- هل نحن من (الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَات)، الذين جاء ذكرهم والثناء عليهم في الآية الكريمة ؟. 
 
نكمل في اللقاء القادم بإذن الله وتوفيقه !

أضف تعليقك...

  • 3452 زيارات اليوم

  • 46445063 إجمالي المشاهدات

  • 2986600 إجمالي الزوار