• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الاثنين 2021-05-31

معية الله تعالى لعباده ... (23)

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 619
  • التعليقات 0
  • Twitter
معية الله تعالى لعباده ... (23)
  1. icon

    إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

  2. icon

    اجتماعي

بِسْم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،
 
السؤال الأول : هل نحن من (الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَات)، الذين جاء ذكرهم والثناء عليهم في الآية الكريمة، بما أعده الله تعالى لهم من مغفرة وأجر عظيم ؟.

عندما لا يحترم من هو في عداد المسلمين ومحسوب على الأمة الإسلامية، من هو أكبر منه وأفضل وأرفع شأناً بما فضله الله به من مكانة عائلية أو إجتماعية أو وظيفية، أوالعلماء ورموز الأمة، أو لكبر السن أو لعلو المنزلة التي أنزله الله إياها، وعلى مرأى ومسمع من الملأ، وفِي الأماكن العامة والخاصة، والكل ينظر ويشاهد، فلا أدب ولا أخلاق، ولا ذوق ولا إحساس، ولا شهامة ولا مروءة، مخالفاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ليس منّا مَنْ لم يُجِلَّ كبيرَنا، ويرحمْ صغيرَنا ! ويَعْرِفْ لعالِمِنا حقَّهُ)، فهل مثل هؤلاء الناس يستحقون أن يكونوا من المسلمين والمسلمات قولاً وفعلاً ؟. 

عندما يقطع الأخ أخاه أو أخته، وتهجر الأخت أخاها لسنين طويلة، وعندما تُحرض أبناءها على مقاطعة أعمامهم وأخوالهم وذوي قرابتهم، وعندما يجبر الوالد أبناءه على جفاء أمهم أو التعدي على أهلهم أو التطاول على أرحامهم، ويفسدون في الأرض، مخالفين شرع الله، معرضين عن أمره تعالى، بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، التي تتوعد وتحذر من قطيعة الأرحام، (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ)، فهل مثل هؤلاء الناس يستحقون أن يكونوا من المسلمين والمسلمات قولاً وفعلاً ؟. 

عندما تنتهك الأعراض، وتستباح الدماء، وتسلب الأموال، ويعتدي القوي على الضعيف، ولا يأمن الجار جاره، ولا القريب قريبه، ولا يحفظ العهد ولا الوعد، ولا يُصان شرف ولا يحفظ ود، ولا يُنصف مظلوم، ولا يُنصر الضعيف، فهل مثل هؤلاء الناس يستحقون أن يكونوا من المسلمين والمسلمات قولاً وفعلاً ؟. 

وعندما يترك أحدهم الصلاة، ولا يؤدي الزكاة، وعندما لا يصوم ولا يذكر الله إلا قليلاً، ولا يخشى الله ويتقيه، ولا يحاسب نفسه على ماقصر من واجبات وعلى ما تسبب فيه من الأذى لغيره وعلى ما اقترفت يداه ولسانه من عبث وفجور في اعراض وحقوق الناس، فهل مثل هؤلاء الناس يستحقون أن يكونوا من المسلمين والمسلمات قولاً وفعلاً ؟. 

وعندما يخشى أحدهم الناس كخشية الله أو أشد خشية من الله تعالى، وعندما يُقدم أحدهم أمر المخلوق على أمر الخالق، وعندما يُشرك بالله في العمل لغيره أو مع غيره، وعندما يضيع الإخلاص والنية الصافية في الأقوال والأعمال بين الناس، فهل هذا هو الإسلام الذي يرتضيه الله تعالى لعباده ؟. 

قال عليه الصلاة والسلام: (المسلمُ من سلم المسلمونَ من لسانِه ويدِه، والمهاجرُ من هجر ما نهى اللهُ عنه)، ثم يأتي أحدهم ممن قد انطفأ نور الإسلام في قلبه، بما اقترفت يداه، فيقول: لماذا لا أجد الراحة والطمأنينة، وكيف لا أشعر بالخشية والسكينة ؟. 

السبب لأنه لم يرض بالإسلام قولاً وفعلاً، بل أنه والحال كذلك يكون قد رضي بالإسلام قولاً، ولم يرضى بالإسلام فعلاً، لأن الرضى يقتضي اتباع الأوامر وإجتناب النواهي التي جاءت عن الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام، دون تأويل، ولا تحريف، ولا تعطيل، فالإسلام هو الإستسلام لله وحده لا شريك له بفعل أوامره وترك نواهيه، فما أكثر من يلتف على تعاليم الدين ويفسرها تبعاً لهوى نفسه وحسب مزاجه وبما يتفق مع رغباته وهواه، (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)، وما أكثر من يتبع بعض التعاليم الشرعية، ويُعرض عن البعض التي لا تتوافق مع مزاجه ونزواته، (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَاجَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).

اللهم اجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، فالموضوع خطير جداً، فإما مسلماً مكتملاً إسلامه كما أمر الله تعالى وشرع، وإما إسلام ناقصا غيرمطابق لما يحبه الله ويرضاه، فلا يأمن على نفسه من أن يكون من المنافقين، الذين هم في الدرك الأسفل من النار والعياذ بالله، (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا). 

أضف تعليقك...

  • 4534 زيارات اليوم

  • 46446121 إجمالي المشاهدات

  • 2986624 إجمالي الزوار