• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الخميس 2021-06-03

معية الله تعالى لعباده (25)

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 706
  • التعليقات 0
  • Twitter
معية الله تعالى لعباده (25)
  1. icon

    إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

  2. icon

    اجتماعي

بِسْم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله

السؤال الثالث: هل نحن من {وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ} الذين جاء ذكرهم والثناء عليهم في الآية الكريمة، بما أعده الله تعالى لهم من مغفرةً وأجرًا عظيمًا؟

{وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ}، أي: المطيعين والمطيعات، أو المتعبدين القائمين في صلاتهم بخشوع وسكون.

{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}، (قَانِتَاتٌ) أي: مطيعات لله تعالى ولأزواجهن، لأن للأزواج حق الطاعة على زوجاتهم، وجاء في الآية الثناء من الله تعالى على الزوجات الصالحات القانتات لأزواجهن، {حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ}، أي: اللاتي يحفظن غيب أزواجهن في أنفسهن وفِي أمواله وأسراره وخصوصياته، {بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}، أي: بما أمر به أن يحفظ، من العورات والأسرار الزوجية التي غالبًا ما تكون بين الزوج وزوجته، ويكرهون أن يطلع عليها غيرهم.

فالقنوت: قد يكون بمعنى القيام في الصلاة، بإقبال وشوق ومحبة وخضوع، كقوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}، وقوله: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}، وقد يكون بمعنى الطاعة، كقوله سبحانه: {وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا}.

فأما القنوت في الصلاة: فإنه لا يكون إلا لله تعالى وحده لا شريك له، وأما القنوت الذي بمعنى الطاعة: فإنه أولًا يكون لله ولرسوله، فطاعته تبارك وتعالى مقدمة على طاعة من سواه، قال عليه الصلاة والسلام: (لا طاعةَ لِمخلُوقٍ في معصيةِ الخالِقِ)، كما أن الطاعة واجبة لأولياء الأمر، ولمن لهم حق الولاية، فطاعة من له حق الولاية، ومن قد ولاهم الله تعالى أمر من أمور المسلمين هو من طاعة الله تبارك وتعالى، لأنه سبحانه هو الذي أمر بطاعتهم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ}، وقال عليه الصلاة والسلام: (من أطاعني فقد أطاع اللهَ ومن عصاني فقد عصى اللهَ ومن أطاع الأميرَ فقد أطاعني ومن عصى الأميرَ فقد عصاني)، فكيف تكون طاعة الله ورسوله؟ وكيف تكون طاعة أولي الأمر؟ ومن هم أولوا الأمر الذين أوجب الله علينا طاعتهم؟

طاعة الله ورسوله تكون بإتباع ما أمر الله به واجتناب ما نهى عنه، كما جاء في كتاب الله تعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وتكون طاعة أولياء الأمور واجبة في غير معصية الله، لأن طاعتهم عبادة نتقرب بها إلى الله تعالى، بما وعد الله تعالى به القانتين والقانتات، بالمغفرة والأجر العظيم، ومفهوم وليِّ الأمر واسع ويشمل كل من ولي أمر من أمور الناس الخاصة أو العامة، فكلّ صاحبِ ولايةٍ فهو وليُّ أمرِها، فهناك الولاية السياسية، والولاية الاجتماعية، والولاية العلمية، وغيرها من الولايات المختلفة، التي يتولاها البعض على الآخرين بما فضل الله به بعضهم على بعض، سواءً بالتكليف، أو بحكم العمر والمكانة، أو الأقدمية والخبرة، أو غيرها من المهام الحياتية.

وولي الأمر أو الرَّاعي: هو الحافظُ والمؤتمَن الملتزمُ بصلاحَ ما قام عليه مما هو تحتَ نظره ومحل ثقته ورعايته، فكل من كان تحتَ نظره شيءٌ فهو مُطالَب بالعدل فيه والقيام برعاية مصالحه في دينه ودنياه ومعاشه وكل ما يتعلق به من أمور دينية ودنيوية، قال عليه الصلاة والسلام: (ألا كلُّكُم راعٍ وكل راع مسؤولٌ عن رعيَّتِهِ، فالرَّجُلُ راعٍ على أَهلِه وهوَ مسؤولٌ عنهم والمرأةُ راعيةٌ على ما ولَّت عليهِ من مالِ زوجِها وَهيَ مسؤولَةٌ عنه والعبدُ راعٍ على مالِ سيِّدِه وهوَ مسؤولٌ عنهُ ألا فَكلُّكم راعٍ وَكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه)، فهنيئًا للقانتين والقانتات، أي المطيعين والمطيعات، لكل من له حق الولاية عليهم، يطيعونهم تعبدًا لله تعالى، ورغبة فيما عند الله، وحبًا لله تبارك وتعالى.

أضف تعليقك...

  • 3637 زيارات اليوم

  • 46445237 إجمالي المشاهدات

  • 2986611 إجمالي الزوار