• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الأحد 2021-06-06

معية الله تعالى لعباده (26)

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 400
  • التعليقات 0
  • Twitter
معية الله تعالى لعباده (26)
  1. icon

    إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

  2. icon

    اجتماعي

بِسْم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

السؤال الرابع: هل نحن من (وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ)، الذين جاء ذكرهم والثناء عليهم في الآية الكريمة، بما أعده الله تعالى لهم من مغفرةً وأجراً عظيمًا؟

(وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ)، من ثمرات الصدق أنه يجعل الإنسان يحذر من المعاصي والمخالفات، لأنه يخشى أنه لو عمل عملاً سيئاً أو ارتكب معصية أو ذنب فإنه عندما يُسأل فسوف يقول الحقيقة، وبالتالي سوف يعترف بذنبه أو ما قام به من عمل مخالف للعرف أو الشرع، وذلك سوف يعرضه للعقاب وإلى تطبيق الجزاء بحق ما أرتكبه من خطيئة أو مخالفة، وبالتالي فإنك تجده يمتنع عن المعاصي لأنه لا يستطيع أن يمارس الكذب، فهو صادق، وهذا الصدق بدوره سوف يمنعه عن المعصية والذنب، وعندما يمتنع عن الذنوب بسبب ذلك الصدق، فإن منزلته ترتفع عند خالقه ومولاه، فينجو بصدقه، ويكتب عند الله صديقا، والصادق يتقي الله تعالى بصدقه، فيكون من المتقين الذين يحبهم الله تعالى (بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ).

 فإذا ما أحبه الله تعالى أحبه أهل السماء ويُلقى له القبول في الأرض فيحبه أهل الأرض، فتجد أن الناس تحبه وتكرمه وتثق فيه، كما أن صدقه سوف يهديه للبر، والبر هو اسم جامع لكل الخيرات، قال عليه الصلاة والسلام: (إياكمْ والكذبَ؛ فإنَّ الكذبَ يهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النارِ، وإنَّ الرجلَ ليكذبُ ويتحرّى الكذبَ حتى يُكتب عندَ اللهِ كذّابًا؛ وعليكمْ بالصدقِ، فإنَّ الصدقَ يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنةِ، وإنَّ الرجلَ ليصدقُ ويتحرّى الصدقَ حتى يُكتب عندَ اللهِ صدِّيقًا).

ومن ثمرات البر كذلك: حُسن الخُلق، وما أدراك ما حُسن الخُلق، الذي يبلغ به المؤمن الدرجات العليا، وينال به الأجر الرفيع من الحسنات، فينا لدرجة الصائم القائم، قال عليه الصلاة والسلام: (إن المؤمنَ لَيُدْرِكُ بحُسْنِ خُلُقِه درجةَ الصائمِ القائمِ)، وحسن الخلق يكون مع الله عز وجل أولاً، وكذلك مع عباد الله.

 فأما حسن الخلق مع الله تعالى فيكون: بتلقي أحكامه الشرعية بالرضا والتسليم، وألا ‌يكون في نفس المؤمن حرَجٌ منها، ولا‌ يضيق بها ذرعًا، فعندما يأمرنا ربنا بالصلاة والزكاة والصيام وغيرها، فإن علينا ألا نلتزم بأمره تعالى بذلك فقط، بل يجب أن نؤديها بصدر منشرحٍ ونفس راضية وقلوب مطمئنة، كما يكون حسن الخلق مع الله تعالى أيضًا في أحكامه القدرية، حيث قد يأتيه ما يُحزنه في ماله أو في أهله، أو في نفسه أو في مجتمعه، ويعلم المؤمن أن ذلك إنما هو بقدر الله، فيقابل ذلك بالرضى والقبول والتسليم لأمر الله، وذلك إنما هو ثمرة من ثمرات البر الذي هو ثمرة من ثمرات الصدق.

أما حُسن الخلق مع الناس، فيكون ببذْلُ الندى وكفُّ الأذى، والصبر على الأذى، وطلاقة الوجه، وهذا هو البر المطلق، وهناك برٌّ خاص كبرِّ الوالدين مثلاً،‌ بالإحسان إليهما بالمال والبدن والجاه، وهناك بر الأقارب والأهل والأرحام والجيران وكبار السن والفقراء والأيتام وغيرهم من خاصة الناس الذين يكونون الأولى بالبر والإحسان إليهم، كل ذلك البر هو نتائج الصدق الذي أمرنا الله به، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).

والصدق يجب أن يكون أولاً بالقلب، فالمؤمن يجب أن يكون صادقاً بقلبه فلا يخالف ظاهره باطنه، ثم بالقول والعمل، سواء فيما بينه وبين الله تعالى، أو بينه وبين الناس، فلا يغش ولا يخادع ولا يخلف إذا ما عاهد ووعد قال تعالى: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).

فالمؤمن الصادق هو من يحفظ لسانه، عن القول بما ليس في قلبه، أو القول بما لا ينوي أن يفعل، أو أن يقول قولاً لا يمكنه فعله، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)، فهنيئاً للصادقين والصادقات، فقد وعدهم الله تعالى منه مغفرة وأجراً عظيمًا، جعلنا الله منهم، لنحظى بمعيته تبارك وتعالى.

أضف تعليقك...

  • 4764 زيارات اليوم

  • 46446341 إجمالي المشاهدات

  • 2986634 إجمالي الزوار