• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الثلاثاء 2021-06-08

معية الله تعالى لعباده (27)

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 430
  • التعليقات 0
  • Twitter
معية الله تعالى لعباده (27)
  1. icon

    إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

  2. icon

    اجتماعي

بِسْم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

السؤال الرابع: هل نحن من (وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ) الذين جاء ذكرهم والثناء عليهم في الآية الكريمة، بما أعده الله تعالى لهم من مغفرةً وأجراً عظيمًا؟

(وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ).

لو تخيلنا أن الحياة عبارة عن دائرة مغلقة ونحن وجميع الكائنات والمخلوقات ندور في داخلها بحركة دائمة دائبة بدون توقف، منذ الولادة ومجيئنا إلى هذه الدنيا وإلى الوقت المعلوم الذي تنتهي عنده حياتنا ويقفل فيه كتابنا، وفِي داخل هذه الدائرة تدور معنا أحكام الله تعالى وقضاءه وقدره من خير يصيبنا أو شرور قد تكتنف حياتنا، من أمراض ومشكلات وديون وغيرها من العوارض التي جعلها الله تعالى بحكمته مكفرات للذنوب ولرفع درجة العباد وتمحيصاً لإيمانهم، فيصيب بها الله ما يشاء ويصرفها عن من يشاء ممن هم في داخل تلك الدائرة.

ومركز تلك الدائرة هو الصبر، والذي كلما اقترب منه الإنسان وتمسك به وثبت عليها، يكون بإذن الله تعالى في مأمن من أن ترمي به الفتن إلى خارج الدائرة فيهلك، وكلما اقترب من المركز وتذرع بالصبر كان أقرب للفوز والفلاح في هذه الحياة وفيما بعدها، قال تعالى: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِين َصَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).

فما هو الصبر؟

الصبر: هو حبس النفس عن المحرمات، وحملها على أداء الطاعات، وإمساكها عن التسخط والجزع مما قد يصيبها من محن وابتلاءات.

وعلامة الصبر: هو أن يستمر الإنسان في حياته على الصورة التي كان عليها قبل وقوع المشكلة وبما يرضي الله مع المداومة على الطاعات والبعد عن المحرمات والتجلد في الملمات دون سخط أو جزع أو اعتراض على ما شاء الله وقدر.

وثمرات الصبر: كثيرة عديدة، فالنصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، والعسر مع اليسر، وقد ذكر في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة والقصص التي جرت عبر القرون الماضية ما يؤكد وعد الله تعالى بالنصر لمن صبر، وباليسر بعد العسر، فما صبر من صبر، إلا بتوفيق الله وفضله، وما صبر صابر إلا وأكرمه الله، وقد ذُكر الصبر، وأهمية الصبر، وثمرات الصبر في أكثر من مئة موقع في كتاب الله تعالى.

 وقد جاء في أقوال أهل العلم: بأن الصبر هو نصف الإيمان، ونصف الإيمان الآخر هو الشكر، واليقين هو الإيمان كله، (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)، (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ).

اللهم اجعلنا صابرين شاكرين، وارزقنا حق اليقين، بفضلك واحسانك يا أكرم الأكرمين.

 وحسبنا أن الصابرين والصابرات هم في معيةً الله تعالى وحفظه ورعايته، (إن اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).

 وحسبنا أن الصابرون يوفون أجورهم بغير حساب، (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ).

 وحسبنا أن الله يحب الصابرين، (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ).

 وحسبنا أن من يصبر إنما هو بتوفيق الله تعالى له، (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ).

والسؤال الذي يشغل بالنا هو كيف نحمل أنفسنا على الصبر؟

 والجواب: بالثقة في الله تعالى وحسن الظن به، وباليقين بوعده وعدله تبارك وتعالى، وأنه معنا يسمع ويرى، وأنه أرحم بِنَا من أمهاتنا، وأنه لا يضيع لنا مثقال ذرة من الأجر، والأهم من كل ذلك أن نتأكد أن كل الأقدار التي يقدرها علينا وإن بدت لنا قاسية وصعبة علينا، إلا أنها في مصلحتنا وتحقق لنا السعادة في الدنيا والآخرة، وأن الفرج قادم، وأن المنح بعد المحن، وأن ما يصيبنا هو إما لتكفير سيئاتنا أو رفع درجاتنا، أو ربما لمنحة قد أعدها الله لنا، فالعبد قد يمتحنه الله ليمنحه فضلاً منه لا يعلمه إلا هو سبحانه، فبقدر حسن ظننا بالله تكون قلوبنا مطمئنة وصابرة بما يرضي الله تعالى عنا، فهنيئاً للصابرين والصابرات، جعلنا الله منهم لنحظى بمعيته سبحانه وتعالى.

 

أضف تعليقك...

  • 4535 زيارات اليوم

  • 46446122 إجمالي المشاهدات

  • 2986624 إجمالي الزوار