• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الأحد 2021-06-13

معية الله تعالى لعباده، (29)

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 635
  • التعليقات 0
  • Twitter
معية الله تعالى لعباده، (29)
  1. icon

    إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

  2. icon

    اجتماعي

بِسْم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

السؤال السابع: هل نحن من (وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ)، الذين جاء ذكرهم والثناء عليهم في الآية الكريمة، بما أعده الله تعالى لهم من مغفرةً وأجراً عظيمًا؟

(وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ).

من هم المتصدقين والمتصدقات، وماهي الصدقات التي يمكنهم أن يتصدقون بها؟

من الناس من قد يتصدق بالمال ولكنه قد يكون بخيلاً بالكلمة الطيبة، أو بالابتسامة في وجه الناس، أو حتى بالسلام على من يعرف ومن لا يعرف من الناس لنشر المحبة والألفة بينهم، قال صل الله عليه وسلم: (تبسُّمُكَ في وجهِ أخيكَ لكَ صدقةٌ، وأمرُك بالمعروفِ ونهيُك عن المنكرِ صدقةٌ، وإرشادُك الرَّجلَ في أرضِ الضَّلالِ لكَ صدَقةٌ، وإماطتُك الأَذى والشَّوكَ والعَظمَ عن الطَّريقِ لكَ صدقةٌ، وإفراغُك من دَلْوِكَ في دَلْوِ أخيكَ لكَ صدقةٌ)، في الحديث دلالة على أن أبواب الصدقات كثيرة ومتنوعة وتشمل مختلف نواحي الحياة والتعاملات والعلاقات فيما بين الناس.

وكل واحد منا مطالب بتقديم ما يستطيع من صدقات، و بحسب ما يحتاج إليه الناس من مستلزمات الحياة، فهناك من يحتاج إلى المال، وهناك من يحتاج إلى الحنان والعطف، ومنهم من يحتاج إلى المواساة والتصبير، ومن الناس من يحتاج إلى كلمة طيبة أو نظرة رفق وتقدير، ومنهم من يحتاج إلى النصيحة والوعظ والإرشاد، ومنهم من يحتاج إلى أن تنصره بالأخذ على يده وردعه عن الظلم ومنعه من إلحاق الأذى بنفسه أو بغيره من الناس، إن كنت قادراً على ذلك، قال عليه الصلاة والسلام: (انصُر أخاكَ ظالمًا أو مظلومًا، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، هذا ننصرُهُ مظلومًا فَكيفَ ننصرُهُ ظالمًا؟ قال: تمنعُهُ من الظُّلم، فذلكَ نصرٌ لهُ).

كما أن الإصلاح بين الناس، والتوفيق بين الزوجين، ولم شمل الأسرة بالتقريب بين وجهات النظر فيما بين أبناءها ووالديهم أو أقربائهم وأرحامهم، كل ذلك يعتبر من الصدقات التي يثاب فاعلها وقد يؤثم من يتركها، وخصوصاً إذا كان قادراً عليها وبإمكانه تقديم ما يسعد به غيره، ويصلح به أحوالهم ويعينهم على نوائب الدهر، لأن من أفضل الصدقات "اصلاح ذات البين" قال عليه الصلاة والسلام: (ألا أخبرُكم بأفضلِ من درجةِ الصيام ِوالصلاةِ والصدقةِ؟ قالوا: بلى، قال: إصلاحُ ذاتِ البينِ، وفسادُ ذاتِ البينِ الحالِقةُ)، (لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين)، الأعمال التطوعية، والخدمات الاجتماعية، التي يقوم بها البعض من المتطوعين والمتطوعات، وغيرها من أبواب البر والمسارعة في الخيرات، جميعها تدخل في مفهوم الصدقات، ومن يقومون عليها هم ممن جاء ذكرهم في الآية على سبيل الإشادة بهم والثناء عليهم بقول الحق تبارك وتعالى: (وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ).

الصدقة قد تكون بالوقت لمن يحتاج إلينا، والصدقة تكون بالجهد لمن يريد المساعدة، والصدقة تكون بتعليم العلم لمن يحتاجه، والصدقة تكون بالصحة، والصدقة تكون بالجاهيّة والتوسط في البر والتقوى، بل حتى أن اللقمة تضعها في فم زوجك أو تطعمها أهلك واحبابك، أو الطعام تصنعينه لزوجك وأبناءك، كل ذلك من أبواب الصدقة عليهم، قال عليه الصلاة والسلام : (ما أطعمتَ نفسَك فهو لك صدقةٌ، وما أطعمت ولدَك فهو لك صدقةٌ، وما أطعمت زوجتَك فهو لك صدقةٌ، وما أطعمت خادمَك فهو لك صدقةٌ).

فما أجمل ديننا الذي جعل أبواب الخير مشرعة متعددة وسهلة وميسرة وكلٌ بحسب قدرته واستطاعته، ولمن يحتاجه من اخوانه ومن عامة الناس وخاصتهم.

بشرط: أن يخلص النية في العمل ليبتغي به رضى الله تعالى والتقرب إليه والفوز بوعده، وأن يكون العمل أو المال أو الجهد الذي ينفقه موافقاً لكتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، فهنيئاً للمتصدقين والمتصدقات، جعلنا الله تعالى منهم، لنجده عند الله سبحانه وتعالى، خيراً وأعظم أجراً، (وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).

 

أضف تعليقك...

  • 3674 زيارات اليوم

  • 46445272 إجمالي المشاهدات

  • 2986613 إجمالي الزوار