• icon لوحة التحكم
  • icon

icon السبت 2021-08-07

اللقاء (19)

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 453
  • التعليقات 0
  • Twitter
اللقاء (19)
  1. icon

    إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

  2. icon

    اجتماعي

(عقلي ولساني، حصاني وميداني)

عقلي ولساني، لم يبقيا لي عدواً يعاديني، ولا صديقاً يحتويني، فهذا هو قدري أن أعيش بلا عدو ولا صديق، فعدوي إما جبان خائف، وإما شجاع قد استسلم، وإما وقحاً قد احتويته فلم يجد له علي طريق، وقد أغلقت أمامه كل السبل، وفتحت لهمن الحب أبواب، فتحولت عداوته إلى محبة، وبغضه إلى حنان، وشجاعته إلى استسلام، ودفعته بالتي هي أحسن، فتحولت السيئات إلى حسنات، وشتان ما بينهما، قال تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).

أما صديقي وحبيبي، فإنني أشفق عليه من حدة في لساني، وقوة في حجتي، وسلاطة في بياني، لذلك أفضل غالباً أن أجعل بيني وبينه مسافة كافية، فأبتعد عنه رحمةً به، وحباً له، وخوفاً عليه، ورغبة في حفظ الود الذي في قلبه، ودوام السرور في نفسه، فما أجمل الصداقة، حين ما يرحم الصديق صديقه، والحبيب حبيبه، فيبقى عنه بعيداً ليدوم ويبقى وصاله.

عقلي ولساني، قربا لي من يعاديني، وأبعدا عني من يواسيني، فكم أنا قريب لمن يكرهني، وكم أنا بعيد عمن يحبني، فأصبحت غريباً بين أحبابي، مستعذباً لأعدائي، يقربونني فيبتعدون، يحبونني ولكن يكرهون، يهابونهم بغير الحق، ويخافونهم بغير الصدق، ويخشونهم كخشية الله أو أشدّ خشية، والعياذ بالله، (إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً).

أضف تعليقك...

  • 2424 زيارات اليوم

  • 46450315 إجمالي المشاهدات

  • 2986779 إجمالي الزوار