-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
"إذا كرهتموهم، فحق الله اعطوهم".
لو أن كل واحد منا عندما يكره صاحبه أو أخيه أو زوجته، أو عندما تكره الزوجة زوجها أو أهله أو جيرانها، أو عندما يكره الإنسان نفسه، نعم نفسه التي بين جنبيه، وهذا شيء ليس بمستغرب أو غير طبيعي، وعلى وجه الخصوص عندما نغفل عن ذكر الله، فتتجاذبنا الشياطين فتُلقي بنا ذات الشمال وذات اليمين، على غير هدى من الله ويقين، فتجعل أحدنا يكره هذا أو ذاك، ربما بغير سبب واضح أو حتى شيء يستحق منا الاهتمام أو التفكير، فيجد الإنسان في نفسه ضيقة وفي صدره حرج، وفي قلبه غيظ، على فلان أو من فلان، وربما كان بغير وجه حق أو برهان.
هنا يكون المحك للإيمان الصادق من التعبان، فيظهر على حقيقته الإنسان، فإما صاحب معدن صافي ووجدان، وإلا طاغي وباغي وفلتان، (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ)، لأن التقوى تنير القلب، وتجلي الذهن، فيهرعون إلى ذكر الله، فيبصرون بنور الله الحق، ويقفون عند حدود الله، فلا يظلمون ولا ينتقمون وعلى ربهم يتوكلون.
"فإذا كرهتموهم، فحق الله اعطوهم"
فسرعان ما تنجلي عنهم الغمة، وتنكشف الكربات، وتزول عن القلب الأحزان، حتى إذا ما انقشع الغمام وذهبت الأحزان وسكن الجنان، وجدتم الأمان وكأن الذي قد حصل ما كان.
أضف تعليقك...