"إن لم تجد من تُحب، فحب من تجد" 

 بالكذب تسعد أيام العشاق، فالحياة الزوجية على وجه الخصوص لا تدوم إلا بالحب، والحب لا يدوم إلا بالاستحباب أي: بتقمص الحب، فإذا أردت الاحتفاظ بشيء فقل أحبه ولو لم تكن تحبه، فإنك ومع التكرار لكذبة الحب تصبح عادة لديك، والعادة مع الأيام تصبح حقيقة ثم تتحول إلى جزء من حياتك التي لا تستطيع التخلي عنها، وهذا هو أسمى معاني الحب! 

إن معظم حالات التنافر بين الزوجين قد تنشأ من محاولة كل من الزوجين التأكد من صدق مشاعر الحب.

لذلك كانت الحكمة من أن الكذب بين الزوجين مباح كوسيلة إلى تكوين الود في القلوب الذي هو أصدق الحب وأرفعه وأجمله، فمع تكرار الكذب يصبح حقيقي، ومع ادعاء الحب يقع القلب في العشق.

خَصَّ النبِيُّ صلّ الله عليه وسلم مِنَ الكَذبِ في ثلاثٍ: في الحربِ، وفي الإصلاحِ بين الناسِ، وقولِ الرجلِ لامرأتِهِ، وفي روايةٍ: (وحديث الرجل امرأتَهُ، وحَدِيثِ المرأة زوجَها).

فلا نتردد في أن نقول لأزواجنا: نحبكم ونموت فيكم وأنتم كل حياتنا، ولو كنّا كاذبين فسرعان ما يتحول الوهم إلى حقيقة، ومع الأيام والتكرار والعشرة ينمو العشق في القلب، وتسعد الأسرة بحب الأبوين، ويعم الحب الحقيقي المجتمع، فمن لا يستطيع خلق الحب في قلبه، فليس هناك قوة تستطيع إرغام ذلك القلب، إلا أن يشاء الله.