-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
قال عليه الصلاة والسلام: (ليس الشديدُ بالصُّرَعَةِ، إِنَّما الشديدُ الذي يملِكُ نفسَهُ عندَ الغَضَبِ).
فالشدة الحقيقية: ليست بمن يصرع هذا وذاك، ويطرح هذا أرضاً ويمسح بذاك البلاط، ويذل هذا ويُدمّر ذاك، فإذا ما ذهب غيظه وطابت نفسه وعاد إليه رُشده، وجد أمامه كل شيء قد أصبح حطام، فخسر زوجته وولده واخوانه وربما عائلته وارحامه والناس أجمعين، فماذا استفاد من حماقاته وعنترته، وأي ثمن عليه أن يدفعه، وأي تضحية عليه أن يُقدمها، لإعادة البناء، عندما لا يجد إلا الحسرة والندم، والمعاناة والألم، فيجد نفسه في طريق شائك يسير فيه طوال حياته، ويتجرع أشدّ مراراته.
إنما الشدّة الحقيقية: هي بأن يتصرف الإنسان مع من يكره، أو عندما يكره شيء، ويشتد غضبه من أحد، بأن يملك نفسه، ويكظم غيظه، فلا يقول ولا يعمل إلا ما يُرضي الله تبارك تعالى، اجعل حبل الله المتين هو المناط الذي تتعلق وتتمسك بِه كلما عصفت بك عواصف الحياة، وكلما اشتدت الفتن، وكلما جهل عليك الجاهلون، أو بغى عليك الباغون، واصبر على ما أصابك، فإن ذلك من عزم الأمور، فعسى أن يكون وراء المحنة منحة، (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
أضف تعليقك...