1. 

   إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

2. 

   اجتماعي

الوقفة الثانية:

فائدة في الدعاء بأسماء الله تعالى الحسنى مع التنزيه:

بالنظر إلى سياق الثلاثة الآيات الأخيرة من سورة الحشر، وهي على النحو التالي: قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ}، وفيها التنزيه للذات العلية لله عز وجل.

وقوله: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}، وفيها التنزيه لبعض صفات الخالق تبارك وتعالى.

وقوله عز وجل: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ * لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، وفيها التنزيه لبعض أفعاله سبحانه.

نستخلص من سياق الآيات فائدة في طريقة من طرق الدعاء بأسماء الله تعالى الحسنى، مع التنزيه والتقديس له سبحانه وتعالى، حيث تبدأ بما بدأت به الآيات الكريمات بقوله: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ}، ثم تذكر اسم الله تعالى الذي يتفق من سؤالك وحاجتك، ثم تختم بما ختمت به الآيات، {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُون}، {يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

ومثال ذلك: لو أراد العبد المؤمن الشفاء من المرض فليدعُ بقوله: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ)، الشافي المعافي، {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُون}، {يُسَبِّحُ لَهُمَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

أو أن يدعو بنص آية من كتاب الله تعالى بأن يقول مثلًا، {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ}، {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}، {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُون}، {يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

ومن أراد الغنى من الفقر فله أن يدعو بقوله: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ}، الغني المغني، {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُون}، {يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

أو أن يدعو بنص آية من كتاب الله تعالى بأن يقول مثلًا، {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ}، {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}، {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُون}، {يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

وعلى نحو ما تقدم يمكن للمسلم أن يدعو ربّه بما شاء من أسماء الله تعالى الحسنى، {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

هذا والله أعلم وأجلّ وأعظم وأكرم.