السبت 2023-04-08
ما هو الربا الذي يربو في أموال الناس ولا يأثم فاعله ولكن لا يربو عند الله تعالى ؟.
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
عندما تقدم لأحدهم هدية أو خدمة ما على أمل أن يعيد لك بدل تلك الهدية هدية أخرى أكبر منها، أو أن تنال مقابلها خدمة أو منفعة أكبر من قيمة تلك الهدية، فهذا نوع من أنواع الربا الذي لا يأثم صاحبه إلا أنه لا يؤجر عليه لأنه لم يُقصد به إلا الأجر الدنيوي والمنافع بين الناس، فهو رغم أنه أمر مباح بين الناس، ويربو في أموالهم، ويحقق لهم مكاسب دنيوية، إلا أنه لا يربو عند الله تعالى، أي لا يزكو عند الله ولا يبارك فيه، (وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ)، لكونه معدوم الشرط الذي هو الإخلاص، ومثل ذلك العمل الذي يراد به الزيادة في الجاه والرياء عند الناس فهذا كله لا يربو عند اللّه، والمراد به هنا العطية التى يتوقع بها مزيد مكافأة ، وعليه فتسميتها ربا مجاز ، لأنها سبب للزيادة، وقال ابن عباس : الربا رباءان ، فربا لا يصح يعني : ربا البيع ؟ وربا لا بأس به، وهو هدية الرجل يريد فضلها وأضعافها، وفي هذا المعنى نزلت هذه الآية، فإعطاء المال لذوي الأموال قصدَ الزيادة في أموالهم تقرباً إليهم، ويشمل هبة الثواب والهبة للتقرب والتملق، ويكون المقصود من الآية هو التنبيه على أن ما يفعلونه من ذلك لا يغني عنهم من موافقة مرضاة الله تعالى شيئاً وإنما نفعه يكون خاص لأنفسهم، على عكس الصدقات والهدايا والهبات التي تُقدم بقصد ابتغاء رضوان الله تعالى خالصة لوجهه الكريم، فتلك هي التي يضاعف الله تعالى أجرها، وهي التي تربو عند الله، الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والله يضاعف لمن يشاء بغير حساب، قال تعالى:(وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ)، هذا والله أعلم وأجلّ وأعظم وأكرم !
أضف تعليقك...