• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الأربعاء 2023-04-26

جاهد الشح لتسلم من الحسد

  • تسجيل اعجاب 2
  • المشاهدات 951
  • التعليقات 0
  • Twitter
جاهد الشح لتسلم من الحسد
  1. icon

    إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

  2. icon

    اجتماعي

الجهاد أربعة أنواع، منه ما هو مفروض على كل مسلم ومسلمة، وهو النوع الأول والنوع الثاني، أما النوع الثالث فبحسب الاستطاعة، والرابع حسب الضرورة ووفق معاييره الشرعية، وإذا ما قام به البعض سقط عن الآخرين.

والذي يهمنا هنا هو النوعين الأول جهاد النفس، والثاني جهاد ضد الشيطان، فهما الأهم والأعظم، قال عليه الصلاة والسلام: (أفضلُ المؤمنينَ إسلامًا من سَلِمَ المسلمونَ من لسانِه ويدِه، وأفضلُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهم خُلقًا، وأفضلُ المهاجرين من هجر ما نهى اللهُ تعالى عنه، وأفضلُ الجهادِ من جاهد نفسَه في ذاتِ اللهِ عزَّ وجلَّوجهاد النفس له وجهان هما: جهاد في مدافعة الشح عن النفس، وجهاد طلب مرضاة الله تعالى في الأقوال والأعمال، فهما بداية الطريق المستقيم والفوز في الدنيا والآخرة.

فالذي يدفع الشح عن نفسه يكن من المفلحين، قال عليه الصلاة والسلام:(إيّاكم والشُّحَّ فإنّما هلَكَ من كانَ قبلَكم بالشُّحِّ أمرَهم بالبُخلِ فبخِلوا وأمرَهم بالقطيعةِ فقَطعوا وأمرَهم بالفُجورِ ففجرواوالشح: هو الإفراط في الحرص على الشيء الذي ليس بيده، فالشح يورث البخل.

فكما أن الشحيح يكاد يهلك نفسه في الحصول على الشيء فهو بالتالي لا تطيب نفسه في إنفاقه، فالذي يشح في الأخذ هو بطبيعة الحال يبخل في العطاء.

والأشد وأقسى وأسوأ من ذلك هو أن الشح يورث الحسد في القلب، والحسد يورث الحقد والكراهية وسوء الظن، مما يُفضي بصاحبه إلى الكبر، والكبر ينتج عنه الاعتداء والتجني باحتقار الناس بالقلب، ثم يمتد إلى التطاول باللسان والاستهجان وذلك من شأنه أن يورث العداوة والبغضاء والعياذ بالله.

لذلك فرض الله تعالى جهاد النفس والشيطان لدفع الأمراض القلبية التي تبدأ بالشح وقد تنتهي بالكفر والعياذ بالله.

فجهاد النفس يورث اليقين، وهو العلم الصحيح التام الموجب للعمل والعبادة الخالصة لله تعالى وفق منهجه وشرعه، {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}.

ومجاهدة الشيطان الذي يأمر بالفحشاء والمنكر، {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}، وهذا النوع من الجهاد يورث الصبر على مشاق التكليف بأوامر الله وترك نواهيه وزواجره وتصديق رسله واتباعهم فيما جاؤوهم به، "والصبر من الإيمان هو بمنزلة الرأس من الجسد"،{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}، أي: علماء بالشرع، وطرق الهداية، مهتدين في أنفسهم، يهدون غيرهم بذلك الهدى.

فالمؤمنون على قسمين: أئمة يهدون بأمر اللّه، وأتباع يهتدون بهم، والقسم الأول أرفع الدرجات بعد درجة النبوة والرسالة، وهي درجة الصديقين، وإنما نالوا هذه الدرجة العالية بالصبر واليقين.

فالنوع الأول من الجهاد يورث اليقين في الإيمان بالله تعالى، والثاني يورث الصبر، "وبالصبر واليقين يفوز الإنسان بالإمامة في الدين والسعادة في الدنيا والفوز في الآخرة".

ومن لم يؤدِ واجب الجهاد المفروض عليه في النوعين السابقين الأول والثاني فلن ينال الإمامة في الدين ولن يصل إلى رأس الأمر وعموده وذروة سنامه، جاء في حديث معاذ بن جبل، قوله عليه الصلاة والسلام: (ثمَّ قالَ: ألا أخبرُكَ برأسِ الأمرِ، وعمودِهِ، وذروةِ سَنامِهِ؟ الجِهادُ ثمَّ قالَ: ألا أخبرُكَ بملاكِ ذلِكَ كلِّهِ؟ قلتُ: بلى، فأخذَ بلسانِهِ، فقالَ: تَكُفُّ عليكَ هذا قلتُ: يا نبيَّ اللهِ وإنّا لَمؤاخذونَ بما نتَكَلَّمُ بِهِ؟ قالَ: ثَكِلتكَ أمُّكَ يا معاذُ وهَل يُكِبُّ النّاسَ على وجوهِهِم في النّارِ، إلّا حصائدُ ألسنتِهِم).

أما النوع الثالث: فهو مجاهدة المنافقين ويكون على حسب الاستطاعة والقدرة والإمكانية، لقوله عليه الصلاة والسلام:(من رأى منكرًا فلْيغيِّرهُ بيدهِ، فإن لمْ يستطعْ فبلسانِه، فإن لمْ يستطعْ فبقلبِه، وذلك أضعفُ الإيمانِ).

والنوع الرابع من الجهاد: هو مجاهدة الكفار الذين يصدون الناس عن دين الله عز وجل، وهذا الجهاد إذا قام به البعض سقط عن الآخرين، وله أحكامه المفصلة في كتب الفقه، لمن رغب أن يعرفها.

والخلاصة: أن الحسد هو الداء الفتاك والمرض العضال والمصيبة الكبرى، وعاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة، وأن من أراد التخلص من الحسد قبل أن يستفحل في قلبه فعليه بالوقاية من الشح، قال تعالى: {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

أضف تعليقك...

  • 2598 زيارات اليوم

  • 46338466 إجمالي المشاهدات

  • 2984185 إجمالي الزوار