السبت 2024-03-16
الآيات 31-36 سورة القيامة ،اللقاء(09)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ (31) وَلَٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰٓ أَهلِهِ يَتَمَطَّىٰٓ (33) أَولَىٰ لَكَ فَأَولَىٰ (34) ثُمَّ أَولَىٰ لَكَ فَأَولَىٰٓ (35) أَيَحسَبُ ٱلإِنسَٰنُ أَن يُترَكَ سُدًى (36)
تحدثت الآيات السابقة عن أهوال يوم القيامة، ثم ذكرت مصير الإنسان، حيث إن يوم قيامته؛ هو بمجرد فراقه للدنيا ودخوله إلى الدار الآخرة من بوابة القبر، وفي هذه الآيات البيان بأن تلك الأهوال لا تصيب المصدقين بآيات الله وكتابه المبين، ورسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)، إنما يكابد أحداث يوم القيامة ويتمرغ في أهوالها ذلك الإنسان غير الصادق في إيمانه، والذي لم تصدّق أفعاله وأقواله كتاب الله وسنة نبيه، والذي لم يصل الصلاة التي تصله بربّه، وتفتح له أبواب رحمته ومغفرته، بل صلى صلاة المنافقين، التي هي إلى الرياء والسمعة والشرك أقرب، وقوله تعالى:(وَلَا صَلَّىٰ)، يعني أنه من أهل الإسلام المطالبين بأداء الصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الاسلام، وكونه ما صدق ولا صلى فذلك يعني أنه ليس من المتقين، والتقوى شرط لقبول الأعمال، (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ). (ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰٓ أَهلِهِ يَتَمَطَّىٰٓ )، أي: يتبختر في مشيته، يتَفَهَّقَ في كلمته، (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ)، فمن كان "لا قدر الله" من أولئك المكذبين المتولين، فأولى له الفزع يوم القيامة، ثم أولى به تلك الأهوال والشدائد، أم يحسب أنه سيُترك سدى؟ أي: لا بعث ولا نشور، ولا حسيب ولا رقيب، ولا ثواب ولا عقاب، (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا ۚ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ۚ وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)!
أضف تعليقك...