الخميس 2024-03-21
الآيات 07-09 سورة الإنسان، اللقاء (04)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
محور تأملنا:- (يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ )
امتدح الله -عز وجل- عباده الأبرار بأول صفة من صفاتهم وهم أنهم يوفون بالنذر، فكان النذر بمقصوده هنا: هو ما عقدوا عليه عزمهم من الإِيمان والأعمال الصالحة، ويوفون بالنذر: أي يتممون العهود، ولا ينقضون الميثاق، ويحفظون أيمانهم، ويلتزمون بالعبادات التي افترضها الله عليهم. أما النذر بمفهومه العام: فهو ما يوجبه شخص مسلم على نفسه من فعل الخير والطاعات، تقرباً إلى الله، كأن يتمنى حدوث شيء ما في دنياه، أو أن يقطع عهدًا على نفسه بعمل شيء ما محدد بنية الاستجابة من الله، "بدون أن يشترط"، والنذر مكروه كراهة تنزيهية، قال عليه الصلاة والسلام: (إنّ النَّذرَ لا يُقَرِّبُ من ابنِ آدمَ شَيئًا لَم يكُنِ اللهُ تعالى قَدَّرَهُ لهُ، و لكنِ النَّذرُ يُوافِقُ القَدَرَ، فَيُخرِجُ ذلكَ مِن البخيلِ، ما لَم يكنِ البَخيلُ يُريدُ أن يُخرِجَ)، وهو إما نذر طاعة أو تذر معصية، في الحديث:(مَن نذر أن يُطِيعَ اللهَ، فليُطِعه، و مَن نذر أنْ يَعصي اللهَ فَلا يَعصِه)، لذلك يُخشى على من لا يفي بنذره من أن يكون من الفاسقين، فقد حكم سبحانه في شأن أهل الكتاب الذين ألزموا أنفسهم بعبادات وطاعات لم يفرضها الله عليهم، ثم لم يرعوها حق رعايتها، بأنهم فاسقون، (ثُمَّ قَفَّينَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّينَا بِعِيسَى ابنِ مَريَمَ وَآتَينَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحمَةً وَرَهبَانِيَّةً ابتَدَعُوهَا مَا كَتَبنَاهَا عَلَيهِم إِلَّا ابتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ۖفَآتَينَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنهُم أَجرَهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)، فحريّ بالمؤمن الذي ينذر على نفسه طاعة من الطاعات، أو قُربى من القربات، أن يفي بنذره لربّه- عز وجل!
أضف تعليقك...