• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الاثنين 2024-03-25

الآيات (17-19) سورة الإنسان، اللقاء (08)

تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 72
  • التعليقات 0
  • Twitter
الآيات (17-19) سورة الإنسان، اللقاء (08)
  1. icon

    إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

  2. icon

    اجتماعي

وَيُسقَونَ فِيهَا كَأسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا (17) عَينٗا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلسَبِيلًا (18) وَيَطُوفُ عَلَيهِم وِلدَٰنٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيتَهُم حَسِبتَهُم لُؤلُؤًا مَّنثُورًا (19)


لا تزال الآيات تنقل لنا صوراً من حياة عباد الله تعالى الأبرار في دار القرار، فتارة يشربون من كأس ممزوج بالكافور وهو البارد، (إِنَّ ٱلۡأَبرَارَ يَشرَبُونَ مِن كَأسٖ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا)، من عين،( يُفَجِّرُونَهَا تَفجِيرٗا)، من طيب مذاقها، ولذة طعمها، وتارة كما في هذه الآية، يُسقون بكأس ممزوج بالزنجبيل، وهو الحار، (وَيُسقَونَ فِيهَا كَأسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا)، من عين، (تُسَمَّىٰ سَلسَبِيلًاقيل: السلسبيل مُركبة من كلمتين السلاسة والسبيل، بمعنى: سهولة شربه ووفرة جريه، وقيل: لسلاسته في الحلق وعذوبة وطيب طعمه. (وَيَطُوفُ عَلَيهِم وِلۡدَٰنٌ مُّخَلَّدُونَ)، وهذا طواف آخر غير طواف السُقاة الأول، المذكورِ آنفاً بقوله: (وَيُطَافُ عَلَيهِم بِـَٔانِيَةٖ مِّن فِضَّةٖ وَأَكوَابٖ كَانَت قَوَارِيرَا۠)، فهذا طواف لأداء الخِدمة، و(وِلدَان): يطلق على الصبيان مجازاً لأنهم أفضل من يُتخذ للخدمة، ولأنهم أخف حركةً وأسرع مشياً، ولأن المخدوم لا يتحرج إذا أمرهم أو نهاهم، يخدمهم ويقدم لهم الكؤوس صبيان حسان الوجوه والهيئة، مطيعون لهم منفذون لطلباتهم بالبشاشة والترحيب، (مُّخَلَّدُونَ): على حالة واحدة، لا يتغيرون عنها، ويكونون على سن واحدة على مر الأزمنة، في شباب ونضارة دائمة لا تنتهي، وتراهم منتشرين كأمثال اللؤلؤ المنثور أي: المفرق فى جنبات المجالس وأوسطها، من خفة حركتهم وجمال منظرهم، لأن اللؤلؤ إذا نثر على البساط، كان أكثر جمالا منه فيما لو كان منظوما. 
فائدة:- قيل: إنما شبههم بالمنثور؛ لأنهم سراع في الخدمة، بخلاف الحور العين: إذ شبههن باللؤلؤ المكنون المخزون، لأنهن لا يمتهن بالخدمة!

أضف تعليقك...

  • 2457 زيارات اليوم

  • 46478965 إجمالي المشاهدات

  • 2986989 إجمالي الزوار