الأربعاء 2024-03-27
الآيات (23-26) من سورة الإنسان، اللقاء (10)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا * فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا * وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا}.
افتتحت السورة بتذكير الإنسان بنعم الله، حيث خلقه -سبحانه- من نطفة، فجعله سميعًا بصيرًا، وهداه السبيل، فمن الناس من يشكر الله بأداء ما افترضه عليه واتباع آياته، ومنهم من يكفر ويجحد ويعرض عن ذكر ربّه، فمن كفر استحق السلاسل والأغلال والسعير في نار جهنم، أما الأبرار فهم في النعيم، ثم شرعت الآيات ببيان بعض ذلك النعيم على وجه المشابهة والتقريب وليس على وجه المقارنة بين الدنيا والآخرة، فالأسماء تتشابه ولكن شتان بينهما، وفي ختام هذه السورة جاء التأكيد على أن هذا القرآن منزل من عند الله تعالى على رسوله عليه الصلاة والسلام، لاشك فيه ولا لبس ولا ريب، {لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}، ثم جاءت الآيات الكريمات بالأمر الإلهي العظيم الذي يضمن للمؤمن النصر والعزة والكرامة والتمكين والفوز في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى إن هو تمسك بها وحرص عليها، وهي: أولًا: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ}، أي الخضوع والاستسلام لقضائه -سبحانه-.
ثانيًا: {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا}، والآثم: هو الفاجر بأقواله وأفعاله، والكفور: هو الجاحد بقلبه ولسانه، فلا تطع من كان داعيًا إلى الإثم والفجور، أو من كان داعيًا إلى الكفر والجحود، أو داعيًا لك إلى شيء من ذلك.
ثالثًا: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}، بالصلوات المكتوبات وما يتبعها من النوافل، والذكر، والتسبيح، والتهليل، والتكبير في كل الأوقات.
رابعًا: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا}، أي: ونزهه وعظمه تعالى بالصلاة وقتًا طويلًا من الليل، وفي ذلك الحث على قيام الليل، وهو دأب المحسنين من عباد الله، {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.
أضف تعليقك...