الخميس 2024-03-28
الآية 27 من سورة الإنسان، اللقاء (11)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ يُحِبُّونَ ٱلعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُم يَومًا ثَقِيلًا (27)
يبيّن لنا سبحانه وتعالى الحيثية التي اقتضت النهي عن طاعة أصحاب المعاصي والآثام، والكافرين الجاحدين لنعم الله، المعرضين عن آياته وشرعه، الذين حذرنا منهم في الآية السابقة بقوله: (فَٱصبِر لِحُكمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِع مِنهُم ءَاثِمًا أَو كَفُورًا)، مهما كان ذلك الآثم أو ذلك الكفور، ولو كان من أقرب الناس، (لَّا تَجِدُ قَومًا يُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَن حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانُوا آبَاءَهُم أَوْ أَبنَاءَهُم أَوْ إِخوَانَهُم أَو عَشِيرَتَهُم) الآية، وذلك لإيثارهم الحياة العاجلة المؤقتة في الدنيا على الحياة الآجلة الدائمة في الآخرة، ويتركون وراءهم الاهتمام باليوم الثقيل الذي أمامهم، يوم القيامة، يوم الجزاء لكل نفس بما كسبت، ( كَلَّا بَل تُحِبُّونَ العَاجِلَة * وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ)، لعدم وجود الوازع الديني الذي يحملهم على الخوف من الله، والرجاء فيما عنده تعالى من النعيم المقيم في الجنات التي أعدها لعباده المتقين، فالله تبارك وتعالى لم يشرح صدرهم للإسلام بسبب إجرامهم وطغيانهم وظلمهم واستكبارهم وقسوة قلوبهم من ذكر الله واتباع آياته التي تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر، وتهديهم إلى صراطه المستقيم، (أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدرَهُ لِلإِسلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)، ففي الآية الكريمة توبيخ وتحذير للذين يؤثرون الفاني على الباقي، والعاجل على الآجل، ووصف يوم القيامة بالثقيل لشدة ما يقع فيه من أهوال وكروب، كالشيئ الذى يعجز الإنسان عن حمله وتحمل تبعاته وأهواله وسكراته، (وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)!
أضف تعليقك...