الاثنين 2024-04-01
الآيات 01-07 سورة المرسلات، اللقاء (01)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
وَٱلمُرسَلَٰتِ عُرفًا (1) فَٱلعَٰصِفَٰتِ عَصفًا (2) وَٱلنَّٰشِرَٰتِ نَشرًا (3) فَٱلفَٰرِقَٰتِ فَرقًا (4) فَٱلمُلقِيَٰتِ ذِكرًا (5) عُذرًا أَو نُذرًا (6) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَٰقِعٌ (7)
يقسم سبحانه بهذه الأمور، وهي جند الله التي لا يعلمها إلا هو، فقد يكونوا من الملائكة، أو إنها من الرياح، ويحتمل غيرها من الجنود، ليذهب الذهن كل مذهب في تأمل أفعال الله في عباده وأمره البالغ في خلقه، يخفض ويرفع، ويعز ويذل، ويعطي ويمنع، (وَمَا يَعلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكرَىٰ لِلبَشَرِ)، ومهمتها إنفاذ أمر الله ومراده في ملكه وفي مخلوقاته، ولعل عدم تحديدهم راجع لكثرتهم، أو لعدم قدرة العقل البشري على استيعابهم، لذا جاءت الإشارة إليهم بتأكيد أوصافهم بالفعل المطلق: عُرۡفٗا، عَصۡفٗا، نَشۡرٗا، فَرۡقٗا، ذِكۡرًا، للدلالة على انتظامهم وسرعتهم وقدرتهم وقوتهم ومهمتهم في تبليغ الوحي والرسالات الربانية، وبالقضاء والقدر . والمقصود: بيان قدرة الله وتدبيره وتصرفه في الكون، وفي عباده وفق مراده. (عُذرًا أَو نُذرًا): أي أن الرسل تُلقي بالوحي إعذارا من الله - للتائبين، وإنذارا للمجرمين والفاسقين ليأخذوا حذرهم ويخافوا ربّهم، بمعنى أن الرسل يعذرون بما يقبله الله جل ثناؤه من معاذير أوليائه وهي التوبة، وينذرون بما ينذر به أعداءه. ثم جاء جواب القسم بقوله تعالى: (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَٰقِع) أي أن يوم القيامة واقع لا ريب فيه، يوم تُبعث الخلائق للحساب، (يَومَ تَجِدُ كُلُّ نَفسٍ مَّا عَمِلَت مِن خَيرٍ مُّحضَرًا وَمَا عَمِلَت مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَينَهَا وَبَينَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالعِبَادِ)، فسبحان الذي يُعذر ويُنذر !
أضف تعليقك...