السبت 2024-04-06
الآيات 20- 28سورة المرسلات، اللقاء (05)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (21) إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (24) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (26) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا (27) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (28)
يُذكّر الله تعالى- عباده ببعض النعم التي منّ بها عليهم، لعلهم يتقون، ويتخذون إلى ربّهم سبيلاً يوصلهم إلى رضوانه سبحانه وتعالى- فرضوانه غاية النعيم، وأعظم المكاسب، ومن تلك النعم أنه خلق الإنسان من ماء مهين، ثم حفظ ذلك الماء في قرار مكين، "هو أرحام الأمهات" إلى قدر معلوم، حتى تمت خلقته، وكمل جسمه، اعتدلت أعضاؤه، كل ذلك بتقدير دقيق لكل عضو، وكيفيه عمله مع بقية الأعضاء في منظومة معقدة، في غاية التقدير والتنظيم والترتيب، فهل بعد هذا العمل العظيم لتكوين هذا الإنسان، من يكذب في قدرة الله سبحانه- (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ).
فجعل الأرض لهم، (كِفَاتًا): التكفيت: تقليب الشيء، أي تؤويهم على ظهرها وهم أحياء، ويدفنون فيها وهم أموات، ومنها يخرجون، (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ)، كما أنعم عليهم بالجبال الأوتاد التي تُثبت لهم الأرض، فيتمتعون بها، وسقاهم ماءً فراتاً، أي عذباً سائغاً شرابه، وجعل من الماء كل شيء حيّ، أي له قيمة ومنفعة للخلائق، فهل بمقدور عاقل أن ينكر أو يُكذب بشيء من هذه النعم؟ (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ)، الذين يكذبون بآيات الله - (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ).
أضف تعليقك...