• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الثلاثاء 2024-04-09

رواد ورائدات الأعمال

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 765
  • التعليقات 0
  • Twitter
رواد ورائدات الأعمال
  1. icon

    إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

  2. icon

    اجتماعي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

أعزتي.. رواد ورائدات الأعمال

يجب إيجاد بيئة جاذبة في الشركة، لأن الشركة بركة، ودوامها يعني دوام يد الله تعالى معكم، قال عليه الصلاة والسلام: "يدُ اللَّهِ معَ الجماعةِ"، والموظف الذي يطلب الاستقالة يتم تلبية متطلباته التي دفعته إلى الاستقالة، إذا كانت شرعية ومنطقية مقبولة، فمع العمل على تلبية متطلبات الموظفين، تنمو العلاقات وتزدهر الشركة، فمن يستقيل يعني أنه وجد بيئة أخرى أفضل من بيئتكم، قد تكون مادية أو نفسية أو رفاهية، وهذا مؤشر خطير يدل على انحدار الشركة نحو الهبوط، وتلبية رغبات الموظفين هو العمل على جذب مقود إدارة الشركة نحو الصعود إلى الأعلى، وليس فقط للمحافظة على ذلك الموظف، بل المحافظة على سمعة ومستقبل الشركة، وبذلك تضمنوا النمو والإزهار بإذن الله تعالى.

تذكروا جيداً: "قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق"، فكر ألف مرة قبل أن تقدم على فصل موظف، قال عليه الصلاة والسلام: "هل تُنصَرون وتُرزقون إلا بضُعَفائكم"، معنى ذلك أنه إذا فرطتم بالضعيف، فقد أقفلتم باب من أبواب الرزق عنكم، كفو عن سوء الظن بالموظفين، كفو عن التجسس عبر الكاميرات على الموظفين، فمن راقب الناس، مات هماً، لأن الذي أمركم بعدم التجسس سبحانه، هو الذي يتكفل برعايتكم، (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً)، كفو عن الغيبة على الموظفين، هذا عمل كذا وذاك فعل كذا، وتجاوزوا عن الهفوات، فالموظف إنسان، والإنسان خُلق ضعيفاً، والعبرة تكون بالتقييم والإنتاج وحصيلة الأداء، ممتاز جيد جداً أو جيد أو ضعيف، وعليها يتم الحكم، وليس على الدقة والدقيقة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)، كفو عن تتبع السقطات والأغلاط، وإذا حصل خطأ فألقي اللوم على نفسك قبل الآخرين، لأنك أنت هو السبب الأول بطريق مباشر أو غير مباشر.

ثانياً. اعمل على المساعدة في ايجاد الحلول بدلاً من إلقاء اللوم على شخص ككبش فداء للمشكلة، قد يكون من أفضل القلوب التي تحبك وتخاف عليك وتتمنى لكم الخير، اتقوا الله، وأرحموا تُرحموا، وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، فإذا حمل أحدكم على أخيه، أو على موظف، فليصمت، لأن الأخطاء لا يمكن تعديلها بالتجريح والنزاع، ولكن يكون بالعودة إلى طاعة الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام، فتلمس جوانب التقصير في الطاعات والعبادات، التي لا يخلو منها إنسان، وقد يغفل عنها فيحتاج إلى من ينبهه، بالنصح والحكمة والموعظة الحسنة، وليس بالنزاع والتقريع والتعالي والتقبيح، فالنزاع يورث الفشل، والفشل يُذهب الريح والقوة، ويورث الدمار، والعلاج كما يوصيكم ربّكم عز وجل، يكون بالصبر، لأن الله تعالى مع الصابرين، قال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).

تذكروا أن يد واحدة لا تصفق، فبقدر توفر الأيدي، يرتفع الصفيق، ومهما آتاك الله من القوة العقلية أو النفسية أو المالية وغيرها من أبواب الرزق، فهو ابتلاء لك، فإن تواضعت ورحمت وأعطيت من حولك ممن حرموا من تلك النعمة، برضى وحب وسماحة نفس، إرضاءً لربّك، وشُكرا لنعمته، فذاك ضمان دوام تلك النعمة وزيادتها، وإلا فإن النعم لا تدوم، قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).

وأخيراً.. إذا لم تفلحوا في التعايش بحب ووئام وطهارة قلب، وسلامة صدر، فأرحلوا بإحسان، فإن فراق القلوب أسوأ من فراق الأجسام، لأن البعيدين المتحابين، خير من القريبين المتباغضين، فرحمة الله ونصره ورزقه وبركته وهداه، إنما يكون مع الجماعة المتحابين على قلب رجل واحد، أما الذين تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى، فتلك من صفات المنافقين والعياذ بالله منها.

هذه وصيتي لكم يا أبنائي، احرصوا عليها قبل فوات الأوان، لا سمح الله تعالى.

 

‏‫

 

أضف تعليقك...

  • 474 زيارات اليوم

  • 46339396 إجمالي المشاهدات

  • 2984277 إجمالي الزوار