-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
انطَلِقُوا إِلَىٰ مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انطَلِقُوا إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) لَّا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالّتٌ صُفْرٌ (33) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (34) هَٰذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ (35) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (37) هَٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ ۖ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38) فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (40)
تتحدث الآيات عن حال المكذبين يوم القيامة، حيث يُقال لهم: تقدموا مسرعين إلى نار جهنم التي كنتم بها تكذبون، أسرعوا إلى ظلٍ يؤويكم من لهيب النيران وحرارتها، وأريد بالظل هنا دخان جهنم لكثافته، فعبر عنه بالظل تهكماً بهم لأنهم يتشوقون ظلاً يأوون إليه ليتبردوا به.
(لَّا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ)، أي: لا راحة فيه ولا طمأنينة، (فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ * لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ)، ثم تصف الآيات الشرر المتطاير من نار جهنم، يدفعها لهب النار في الهواء، بأنه كالقصر: أي الغليظ من الخشب يرتفع كأمثال المباني الشاهقة بألوان الجمال الصفر: أي التي شاب لونها السواد من شدة التهاب النار، (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ)، حيث تُلجم أفواههم فلا ينطقون، من شدة الخوف، وهول المنظر، ورهبة الموقف، فيوم القيامة له مواطن ومواقيت، فهذا من المواقيت التي لا يتكلمون فيها، ولا يؤذن لهم في الاعتذار أو التنصّل والهروب، (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ)، فالويل ثم الويل لمن كان يكذب بيوم الدين، (فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ * وَلَٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ * ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰ أَهْلِهِ يَتَمَطَّىٰ).
(هَٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ)، بين الظالمين والمظلومين، هذا يوم الجمع للأولين والآخرين، في هذا اليوم يُقال للمكذبين: (فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ)، أي احتالوا لأنفسكم، وخلصوها مِن العذاب الأليم.
أضف تعليقك...