-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (44) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (45)
افتتحت السورة بالقسم العظيم من ربّ العالمين - بأن كل ما يوعدون به في هذا الكتاب العزيز سوف يقع ويشاهدونه رأي العين، ويعيشون أحداثه ووقائعه، (وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)، ثم جاء ذكر وقائع وعلامات يوم القيامة، بعد ذلك تطرقت الآيات إلى سنة من سنن الله تعالى- وهي إهلاك الأمم المكذبة بيوم الدين، (كَذَٰلِكَ نَفعَلُ بِالمُجرِمِينَ).
ثم تحدثت عن نعمة الإيجاد والخلق للإنسان بقدر مقدور، وعلاقة الإنسان بهذه الأرض التي يعيش عليها وبما أوجد الله تعالى فيها من الخيرات، وأردف تلك النعم بقوله: (وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا).
ثم انتقلت الآيات لتصوير نار جهنم، وحال المجرمين المكذبين، (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَٰقِعٞ)، وفي هذه الآيات جاء الكلام عن المتقين، (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ۖ وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)، فقد صانوا أنفسهم عن الكفر والفسوق والعصيان، واعتصموا بالإيمان، فهم يومئذٍ يتنعمون في ظلال الأشجار الوارفة، وعيون الماء الجارية، وفواكه كثيرة مما تشتهيه أنفسهم، يقال لهم: كلوا واشربوا بما قدمتم في الدنيا من الأعمال الصالحة، كذلك يكون الجزاء للمتقين، الذين أحسنوا في أعمالهم، وأحسنوا بطاعتهم لربّهم - تبارك وتعالى.
أضف تعليقك...