الثلاثاء 2024-07-30
الآيات (17-20) سورة البلد، اللقاء (05)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ}.
بعد أن بيّنت لنا الآيات السابقة بأن طريق النجاة من الكَبَد هو اقتحام العقبة، جاءت هذه الآيات لتبيّن صفات الناس القادرين على اقتحام العقبات في هذه الحياة، وهم الذين آمنوا بالله تعالى، وحققوا أركان الإيمان الستة، علاوة على أركان الإسلام الخمسة، إضافة إلى شرطين آخرين وهما: أولًا- التواصي فيما بينهم بالصبر، وكونهم يتواصون بالصبر فذلك يعني أنهم صابرون على الطاعات والعبادات والأعمال الصالحة، وصابرون عن المعاصي والشهوات المحرمة، وصابرون على أقدار الله وقضائه، ويعلمون أن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم، وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم، {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}، ثانيًا- التواصي فيما بينهم بالمرحمة، أي يوصي بعضهم بعضًا برحمة الضعفاء وغيرهم، وبما أنهم يتواصون بالمرحمة، فهم إذًا يتصفون بالرحمة، قال عليه الصلاة والسلام: (الرَّاحمونَ يرحمُهُمُ الرَّحمنُ. ارحَموا من في الأرضِ يرحَمْكم من في السَّماءِ).
فهؤلاء الذين حققوا هذه الشروط هم فقط القادرون على اقتحام العقبات، و{أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}، الذين يُؤتون كتبهم بأيمانهم، أمّا الذين كذبوا بآيات الله ولم يعملوا بما تعظهم بِه، وترشدهم إليه، فأولئك، {هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ}، فيُؤتون كتبهم بشمائلهم، تعلوهم النار المؤصدة: أي المغلقة عليهم بأطباقها -والعياذ بالله- {فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ * إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ}.
تمت السورة، ولله الحمد والمنّة، وبه التوفيق والعصمة.
أضف تعليقك...