الاثنين 2024-09-30
الآية - 15- من سورة القصص، اللقاء (09)
تأمّلات - في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
وَدَخَلَ ٱلۡمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفلَةٖ مِّن أَهلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيۡنِ يَقتَتِلَانِ هَٰذَا مِن شِيعَتِهِۦ وَهَٰذَا مِن عَدُوِّهِۦۖ فَٱستَغَٰثَهُ ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِي مِن عَدُوِّهِۦ فَوَكَزَهُۥ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيۡهِۖ قَالَ هَٰذَا مِن عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّهُۥ عَدُوّٞ مُّضِلّٞ مُّبِينٞ (15)
بعد أن بلغ موسى عليه السلام أشدّه واستوى، وصار شاباً قوياً، وقد كان يُعرف بأنه ابن فرعون، لأنه نشأ في قصره، وقد عَرف نفسه بأنه من بني إسرائيل، جاءت هذه الآية وما بعدها لتحكي قصة الإعداد الإلهي له، ليكون رسولاً من الله إلى فرعون وملئه، وبدأت القصة عندما دخل موسى مدينة من مدن مصر، (عَلَىٰ حِينِ غَفۡلَةٖ مِّنۡ أَهۡلِهَا)، أي في وقت استراحة الناس وتفرقهم وخُلوّ الطريق منهم، قيل: وقت القيلولة، وكان موسى مجتازاً بالمدينة وحده، (فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيۡنِ يَقۡتَتِلَانِ)، أحدهما من بني إسرائيل، قوم موسى، والآخر من الأقباط، قوم فرعون، (فَٱسۡتَغَٰثَهُ ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِي مِنۡ عَدُوِّهِۦ فَوَكَزَهُۥ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيۡهِۖ)، وذكر الاستغاثة يفيد بأن الإسرائيلي كان مغلوباً على أمره، وأن القبطي اشتد عليه وكان ظالماً له، فوكز موسى القبطي فمات، "وكان هذا قتل خطأ، إذ لم يرد موسى قتله"، والوكز: الضرب بقبضة اليد، ويسمى الجُمْع "ويعرف بالبوكس"، ثم استرجع و(قَالَ هَٰذَا مِنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّهُۥ عَدُوّٞ مُّضِلّٞ مُّبِينٞ)، والمعنى: أن وسوسة الشيطان "الظاهر العداوة والإضلال للإنسان" أغضبته، فجعلته يبالغ في شدة الوكز، ولولا الوسوسة، لاقتصر فعله على زجر القبطي، ومحاولة كفه عن الأذى والظلم. وفي الآية دليل على أن الله خلق النفس الإنسانية على الخيرية، وأن الانحراف عنها خارج عن فطرتها!
أضف تعليقك...