الثلاثاء 2024-10-08
الآيات (29-32) من سورة القصص، اللقاء (15)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ * فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ ۖ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ * اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ ۖ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}.
بعد أن أتمّ موسى عليه السلام الفترة التي قدرها الله تعالى، وتهيأ لحمل الرسالة السماوية، فلما كان عائدًا إلى مصر مع أهله، لاحظ أنوارًا تشع من جانب جبل الطور الذي في صحراء سيناء، فظنها نارًا، فجاء ليستطلع الخبر، أو ليحضر منها شعلة لعلهم يصطلون بها: أي يستدفئون بها من البرد، وعندما أتاها، ناداه ربّه عز وجل: {أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}، وكلمه سبحانه تكليمًا، وأعطاه آيتين عظيمتين من آياته تبارك وتعالى، وهي العصا التي تتحول إلى حية تسعى، ويده التي تخرج من جيبه بيضاء تشع للناظرين، والجيب: هو الفتحة من حيث يخرج الإنسان رأسه، وجعلهما سبحانه برهانين على أن موسى عليه السلام رسول من ربّ العالمين، {إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}، وأمره أن يضمم إليه جناحه إذا شعر بالخوف والرهبة من أي شيء، والجناح: هو الإبط أو العضد، وهذه الحركة دافع للإنسان على العزم والثبات ورباطة الجأش -بإذن الله-، وهذه فائدة: إذ بإمكان كل من يشعر بالخوف والرهبة أن يعملها.
أضف تعليقك...