-
بقلم / رغداء بنت أحمد المحمد
-
خواطر
تمهل
لا ترمي بأعذار غيابك على طاولة لقاءتنا البخيلة
خذ نفساً عميقاً يا سيدي
احتسي رشفة من قهوتنا البائسة
ولا تتسرع باختلاق الأعذار
لا تقل لي أني في قلبك وفي مخيلتك دائما
وأن الوقت سرّاق
فما غيابك إلا تذكرة رحيل
وما انعدام تواصلك إلا استغناء
أتذكر تلك المشادات التي كنت أنا أبدأها بالاشتياق
كنت أنت تنهيها بالانسحاب
تنهيها بالرحيل المؤقت
كم مرة حذرتك الغياب
كم مرة ذكرتك بمآليه
ها أنت الآن تغيب أياماً وأسابيع ولا أكترث
كانت اللهفة تغمرني حين تواصلك معي
فأين هي الآن؟
كانت حواسي تتلاطم كأمواج البحر حين ألتقيك
تكسرت تلك الأمواج على شواطئ إهمالك
كانت ليالي لا تهدأ إلا برسائلك
فأصبحت اليوم كالحة باردة كثلج الرحيل
كنت ماهراً يا سيدي بقتل المشاعر
اغتيالاتك المتكررة لكل شعور جميل كونته لك أحالتهم عدماً
وأعذار انشغالك الدائم لم تكن مقنعة
كم مرة طلبت منك الرسو
حِلاً دائما بين ثنايا الحشا
أو رحيلاً أبدا
أنا يا سيدي مكتفية بذاتي ولم احتج لك لتكملني
أقلقت اكتمالي واكتفائي ومضيت
كم مرة طلبت منك الوقوف بصف واضح
أنت تعرف أني أكره أنصاف الحلول
وأكره النصف من كل شيء
أعشق الكل أو لا شيء
ها أنا يا سيدي ما عدت انتظر ظهورك
وأصبح حضورك من عدمه سيان
وتلك الرسائل القصيرة التي ترميها بين الفينة والاخرى ما عادت تغمرني
غيابك كان سماً لقتل المشاعر
واهمالك كان كفيلاً بحرق اللهفة
احتسي قهوتك يا سيدي وامض فلدي الكثير من الأعمال
أضف تعليقك...