• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الثلاثاء 2023-12-19

الزيارة الأليمة

(المسكوت عنه)

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 5377
  • التعليقات 0
  • Twitter
الزيارة الأليمة
  1. icon

    بقلم / حسين محمد حسن رشوان

  2. icon

    اجتماعي

قررت زيارة أحد الأصدقاء فوجدت عنده أقاربه، فأخذنا نتجاذب أطراف الحديث، ومن النقاشات التي طرحها هو موضوع الأطفال الذين بلا أب وأم، وأقصد اللقطاء أو أبناء الحرام -كما يحلو للبعض من أفراد المجتمع تسميتهم-، وأخذ كل من الجالسين يدلو بدلوه على هذه الفئة المظلومة، فمنهم من قال: هو "بذرة شيطان" وآخر يقول: صراخ اللقيط في البيت مكروه، وآخر يردد: أن اللقيط لا يعامل معاملة الأيتام وكفالته ليست كفالة اليتيم في الأجر!! وغيرها من الآراء التي إن دلت فإنما تدل على ظلم المجتمع لهذه الفئة، وقد حاولت جاهدًا أن ألجم لساني وأقفل فمي ولا أخوض في هذا الموضوع الذي يثير الاشمئزاز والقهر الإنساني، وكلما حاولت أن أخوض وأعبر عما بداخلي حيال هذا الموضوع تذكرت قوله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ}، وقوله صلى الله عليه وسلم: (أنَا زَعِيمٌ بِبيتٍ فِي رَبَضِ الجنَّةِ لمن تَرَك المِراءَ وإن كَان مُحقًّا) المِراءَ، أي: الجِدالَ.

وانتهت الزيارة الأليمة ورجعت إلى البيت وكلي ألم وحسرة لأنني لم أستطيع أن أعبر عما في صدري تجاه هذا الموضوع، ولم أستطع الدفاع عن هذه الفئة المظلومة، فقررت أن أعبر عما بداخلي عن طريق قلمي، فقلت في نفسي: ألم يقرأ هؤلاء قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ} و{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ}؟ فأي منطق أو عقل إنساني يحاسب هؤلاء على فعل لم يقترفونه، وأن لا يعامل هؤلاء معاملة الأيتام، فاليتيم تجد له عمًا أو خالًا أو أقرباء يقومون بشؤونه ويرعونه ويهتمون به، أما هؤلاء فليس لهم إلا النظرة الدونية مما يجعلها فئة متمردة على المجتمع وتنظر إلى الجميع بنظرة حقد وكراهية، فلنعمل جميعًا على احتضان هذه الفئة التي ليس لها ذنب فيما اقترفه غيرها والله أعلم.

أضف تعليقك...

 
  • 2792 زيارات اليوم

  • 46444421 إجمالي المشاهدات

  • 2986582 إجمالي الزوار