• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الثلاثاء 2023-12-26

ساعة وساعة

  • تسجيل اعجاب 4
  • المشاهدات 701
  • التعليقات 2
  • Twitter
ساعة وساعة
  1. icon

    بقلم / زكية رجب الناصر

  2. icon

    اجتماعي

تلك النّبضات التي شقّت صمت المكان والّتي تتسارع معلنة انتهاء بعض الثّواني ثمّ الدّقائق ثمّ السّاعات من حياتنا، نظرت إلى تلك السّاعة الحجريّة الجامدة المعلّقة على الجدار فرغم جمودها إلاّ أنّ قلبها ينبض وبسرعة مخيفة، فقد أوشكت ساعة كاملة على الانتهاء وأنا لا أزال واقفة مع فنجان قهوتي أمام نافذة غرفتي المطلّة على ذلك الشّارع الصّامت، سمعت عن أحلام اليقظة ولكن نوم اليقظة لم أسمع عنه قبل اليوم إلى أن مرّت تلك السّاعة من حياتي، وأنا في مكاني بدون حراك، أنظر للعدم، لا أفكّر في شيء، قهوتي تلحّفت بتلك الغشاوة عندما أحسّت بالبرودة، تركت ذلك السّبات خلفي وذهبت بخطى متثاقلة إلى المكتب، رميت بنفسي على الأريكة باحثة بيد مبعثرة عن هاتفي لعلّي ألقيت به في مكان ما بعدما مللت تلك التّفاهة المتساقطة هنا وهناك في مواقع التّواصل، أمسكت به مرّة أخرى وغرقت في تلك العاصفة الحداثيّة المبتذلة، لم أشعر بالوقت فقد مرّت ساعة أخرى وأنا أنتقل بين تلك العبارات الباردة الخالية من أيّ مشاعر فقط نسخ ولصق في كلّ تطبيق أفتحه، وكم من ساعة انقضت من حياتنا ونحن بين ذلك السّبات تارة وأخرى تعصف بنا تلك الدوّامة الهوائيّة الساخرة لتلقي بنا أسرى في مواقع التّواصل، إلى أن نُدمن ذلك الفتور سواء كان في الطّاعات أو النّشاطات اليوميّة، ويجتمع ذلك الخمول والكسل على الجسد إلى أن يُهلك ويُنقل من حال إلى حال، وتجتمع تلك الصّغائر والمحقرات على القلب إلى أن يُران عليه، فالحياة ساعة وساعة كما قال نبيّنا صلى الله عليه وسلم: (يا حنظلةُ ساعةً وساعةً)، فلنسقط هذا الحديث على يومنا، وكلّ حسب انشغالاته، ساعة لإشباع العقل بالقراءة أو البحث أو التفكّر، حتّى نشعر بذلك الجوع الّذي يقرقر في القلب لنسرع إلى اشباعه بقراءة القرآن والبحث في ثنايا اليوم عن برٍّ أو طاعة أو ذكر أو صدقة أو خبيئة... لننزوي بعد ذلك ونستظل بظلال ملذّات الدّنيا المباحة، لذّات لا تخلّف ندمًا ولا ألمًا، بل نستمتع بها ونستعين بها على طاعة الله والانكفاف بها عن معصيته سبحانه، وكل حسب هواياته كاللّعب، أو احتساء كوبًا من القهوة مع صديق أو قريب والاستمتاع بتلك الدّردشة الخالية من النّميمة والغيبة، أو مشاهدة مقاطع من الفيديوهات لا محرّم فيها، أو لعب الرّياضة، أو تجهيز كيكة أو غيرها من الأعمال الّتي تُشبع رغبات ذلك الجسد، ولا ننسى احتساب الأجر والثّواب في كل عمل وكل ساعة، فلنُمسك عقارب الساعة بين إصبعين نُقلّبهما كيفما نشاء ساعة وساعة، ولنُسدّد ولنُقارب، فالسّفينة الّتي لا تحافظ على توازنها تغرق، كذلك الانسان الّذي يميل كل الميل ولا يحافظ على ذلك التّوازن بين الجسد والرّوح يسقط في مستنقعات الاكتئاب والقلق وغيرها... وكما يُقال: السّفينة الّتي لا تحمل زادًا للآخرة تغرق.

ماهذه الجمال استاذتى الرائعة تعجز كتابتك

د. نهى محمد 2024-04-19 المشاهدات 2

ماشاء الله
سلمت يمينك استاذتنا زكيه لطالما ابحرنا مع قلمك
دمت بود

ام سلمان 2023-12-26 المشاهدات 1

أضف تعليقك...

 
  • 3202 زيارات اليوم

  • 46444821 إجمالي المشاهدات

  • 2986592 إجمالي الزوار