• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الأربعاء 2024-02-14

يوم التأسيس

The Saudi Founding Day

  • تسجيل اعجاب 2
  • المشاهدات 646
  • التعليقات 0
  • Twitter
يوم التأسيس
  1. icon

    بقلم / د. سليمان بن أحمد قندو

  2. icon

    اجتماعي

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله وبعد:

فها قدّ أطل المحفل الوطنيّ الكبير لمملكة العزّ والشُّموخ -مملكة الخير والعطاء- "المملكة العربيّة السعوديّة" في موعده السّنوي، والذي صدر الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بأن يكون يوم 22 فبراير يومًا للتأسيس، وهو اليوم الذي يرمز إلى العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية، عندما أسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ / 1727م، مسطّرًا لوحةً من العزّ والإباء والتّقدم والازدهار لبناء هذا الكيان العظيم؛ الذي يُقدّر بمليونيّ كيلو متر مربع، وهذه المساحة الجغرافية الشاسعة، والمقدّرة من قبل هيئة المساحة الجيولوجيّة تفوق مساحة أربع عشرة دولة أوروبيّة مجتمعة، ولله الحمد والفضل والمنّة، وما ذاك ليكون لولا مشيئة الله ثم بتوحيد الله وإرادة وعزم وتضحيات المؤسّس الملهم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل -يرحمه الله- ورجاله الأوفياء الذين صنعوا ببطولاتهم وملاحمهم وتضحياتهم وطنًا يعتلي عرش قمم المَجدّ بكل اقتدار وهمّة، ويمتطي صَهوة التَّاريخ عزمًا إلى القمّة، ويُسَجّلُ اسمًا ورسمًا على كل بقعة ويأبى إلاّ أن يكون في موقع الصّدارة من بين الدّول العُظْمَى.

يأتي هذا اليوم بدلائله الجميلة ومعانيه الخالدة، ليربط ذلك الماضي الأصيل بالحاضر المزدهر الجميل ويحدّث الأجيال عن وطنهم الكبير الذي بناه القادة النّجباء والرّجال الأوفياء بأرواحِهم ودِمائهم، وبذلوا الغالي والنّفيس، وقدموا لنا وللأجيال المتعاقبة صرحًا شامخًا متماسكًا عامرًا بالأمن والإيمان، والقُوّة والمنعة والرّخاء والاستقرار. وحمّلونا مسؤولية حفظه وحمايته، ورعايته ومواصلة الهِمم نحو القِمم.

إنه ليوم يدعونا إلى التّأمل وأخذِ العِبرة من صفحات التّاريخ ، فقد كانت هذه البلاد المباركة تعيش من التَّمزق والشّتات، وتئن تحت وطأة البؤس والجوع والفَقـر لا تجمعها راية ولا رأي وكلمة، ولا تلتقي على غاية حتى قيّض الله لها ذلك القائد الفَذِّ المُلْهم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـطيّب الله ثراهـ الذي حمل على عاتقه مهمة إعادة دولة الأسلاف من أجداده وقد تَذّوَّق النَّاس تحت ظلالها نعمة الأمْن والأمَان وطَعْمِ الوِحْدَة والاستقرار أبّان مرحلتيها السّابقتين: الدّولة السّعودية الأولى والتي قامت على الكتاب والسّنة والدّعوة الاصلاحيّة السّلفية بتوفيق من الله -تبارك وتعالى- ثم بجهود الإمامين العظيمين المباركين الإمام محمد بن سعود والشّيخ محمد بن عبدالوهاب -يرحمهما الله-، والدّولة السّعودية الثّانية التي قامت على عاتق الإمام العظيم المبارك تركي بن عبدالله -يرحمه الله-. وامتد الاستبسال والعزم إلى أن قيّض الله المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل -يرحمه الله- ليعيد لهذا الكيان العظيم مجده وقوته.

وهكذا فتح التّاريخ صفحاته المشْرقة للبطل المؤسس -يرحمه الله- ليشرع في كتابة فصول ملحمة التّوحيد الفريدة وتأسيس الكيان العظيم وإعلان اسم المملكة العربية السعودية دولة شامخة في عنان السّماء بعد أن سجل ورجاله المخلصين الأوفياء -رحمهم الله- أرْوع الملاحِم البُطوليّة وأنْبل المواقف التي خلّدها التّاريخ، وهي فصول لم تقف عند حد اكتمال البُطولة وانتصار البَطل وتحقيق الحلم بوحدة الوطن بل واصل القائد المظفر جهاده في المَسَار التَّنْمَويّ نحو بناء الدّولة وتكوين مؤسساتها ورسم سياستها متخذًا من الشّريعة الإسلامية السّمحة المصدر والأساس لمنهجية الحكم وإدارة شؤون البلاد، حتى تم توحيد كامل أرجاء البلاد المباركة وترسيم خارطتها وتحديد معالمها وحدودها بلوحة جغرافيّة في غاية الجمال والجلال، وذلك في عام 1351هـ تحت مسمى "المملكة العربية السّعوديّة".

وعلى ذات النّهج القويم السَّير المستقيم، سار أبناؤه البررة ملوك هذه البلاد المباركة الميامين، الملك سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله-رحمهم الله رحمة الأبرار- فإنهم قادوا قوافل التّنمية إلى أعلى مراتب الرّقي والتَّقدم في كافة أصعدة ومجالات الحياة؛ وصولًا إلى هذا العَهد الميمون عهد ملك الحزم والعزم  خادم الحرمين الشّريفين الملك سلمان ابن عبدالعزيز آل سعـود -أيـده الله بحفظه- الذي فتـح مسارات النّهضة التَّنموية ودفع بعجلة حركتها نحو آفاق المستقبل، مراعيًا اتساقها مع الأصول والثّوابت التي قامت عليها أركان الوطن ومرتكزاته.

والفخر والشكر موصول بولي العهد صاحب السّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان --يحفظه الله- الشّاب الملهم عرّاب الرؤية؛ ليواصل استكمال بناء الرّوح، وتنمية الفكر ونشر الوعي، لعموم أفراد الشعب السعوديّ النبيل، صاحب الرّؤيا المستقبليّة الثّاقبة التي لامست الانجازات الرائدة والمشاريع العملاقة في مختلف المجالات من إنشاء المدن الاقتصادية، والصّناعيّة، والبيئيّة والصّحيّة، وتقنية المعلومات والإعلاميّة، وتوسيع دائرة العلاقات والاجتماعيّة والدّولية، والاهتمام بالجوانب التّربويّة والتّعليمية لتنويع روائز العلوم والمعارف، والتّنمية من مشاريع متعددة تسعى إلى البناء والنّماء. وتَهدف الى أمن الوطن لراحة وإسعاد المواطنين، ولكل من يرغب الإقامة فيها حتى باتت من أكثر الدول أمانًا واستقرارًا وهناءً للمعيشة، وفق ترتيبات مؤشر السَّلام العالمي ...

ختامًا فإنني أجد مشاعر الفخر بهذا الوطن الغالي وقيادته الرّشيدة، وأنا أسجل كلمة الوفاء بهذه المناسبة العظيمة، ولا أملك إلا أن أعبَّر عن أسمى آيات الولاء والانتماء، والوفاء لخادم الحرمين الشّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز-يحفظهما الله- كما لا يفوتني في هذه المناسبة أن أحثَّ أبنائنا الطُّلاب والطالبات في حقول العلم والمعرفة، لمواصلة السّير والجدّ والاجتهاد والبَذل في التَّحصيل من أجل بناء الوطن ونمائه واستمرار عطائه، وأذكرهم بالبعد عن براثن المخدرات وتعاطي السّموم بجميع صوره وأشكاله، والتَّصدي له بكل حزْم سواءً من مروجيه أو مهربيه أو المتعاطين له والمدمنين -أجارنا الله جميعًا منه- وتجفيف منابعه والقضاء على مصادر تمويله،  ونشر الوعي الكافي بين الطُّلاب والطالبات، وتوضيح مخاطره على الفرد والمجتمع والمقدرات الوطنية، للحيلولة دون الوقوع في براثنه وأوحاله، والقضاء على المحاولات الخبيثة من العصابات والشَبكات الخارجيّة؛ لمحاولتهم لزعزعة الأمن والاستقرار في مهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين بلاد الحرمين الشريفين -حماها الله من كيد الكائدين.

مذكِّرًا بأنّ الوطَن هو الملاذ الآمن الذي نجد فيه الأمن وننعم بالأمان والاطمئنان، ومنوهًا في الوقت نفسه الاهتمام بسمعة الوطن، ومكانته وحجم رسالته ومسؤولياته وعلاقاته الدّولية الواسعة.

هذا وأسأل الله أن يرفع عنّا الوباء ويكشف البلاء، أن يديم مجد الوطن وعزّ قيادته ورخاء مواطنيه، وإن يعيننا جميعًا على القيام بواجب المواطنة على وجهها الأكمل؛ ليظل الوطن شامخًا بإذن الله. وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدًا.

أضف تعليقك...

 
  • 2559 زيارات اليوم

  • 46444193 إجمالي المشاهدات

  • 2986577 إجمالي الزوار