• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الجمعة 2024-04-05

كل الذين اتجهوا إلى الله بأجنحة مكسورة، عادوا وهم محلقين

  • تسجيل اعجاب 7
  • المشاهدات 512
  • التعليقات 17
  • Twitter
كل الذين اتجهوا إلى الله بأجنحة مكسورة، عادوا وهم محلقين
  1. icon

    بقلم / د. مشعل بن ياسين المحلاوي

  2. icon

    اجتماعي

قال الله تعالى ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ[غافر 55]، تتجلى الثقة بالله في أية كريمة، وهذا معناه أن كل هذا العالم لن يملأ فراغ قلوبنا بما فيه من أشياء وأشخاص وأحداث وأحلام، فقط ما يكفينا هو محبة الله لنا والثقة به بأن نرمي كل همومنا عليه فهذا فقط الذي سيشعرنا بالاكتفاء، وفي القرآن الكريم والسنة النبوية، هناك العديد من القصص التي تُظهر كيف أن الله تعالى قد فرج عن أنبيائه بعد مواجهتهم للظلم من قبل أممهم، حين اتجهوا إلى الله مكسوري الاجنحة مغلوب عليهم، فهذه القصص تُعلمنا عن صبر الأنبياء وثقتهم بالله، وكيف أن الله لا يخذل عباده الصابرين، فقد أغرق الأرض لنوح عليه السلام، وجعل يوسف عليه السلام عزيز مصر، وشفى أيوب عليه السلام ورد إليه أهله وماله، وأغرق فرعون لينجي موسى عليه السلام.

الابتلاء والصبر موضوعان مترابطان في الإسلام، ويُعتبران من الجوانب الأساسية في العقيدة الإسلامية، ويُعتبر الابتلاء اختبارًا من الله لعباده، والصبر هو المفتاح لتجاوز هذه الاختبارات بنجاح، وفي مسيرة الحياة، يواجه الإنسان العديد من التحديات والصعاب التي تُعد ابتلاءات واختبارات من الله تعالى لقوة إيمانه وصبره، وقد أكد القرآن الكريم على أهمية الصبر في آيات كثيرة، مشيرًا إلى أن الذين يصبرون على الابتلاءات يُجزون بأعظم الجزاء، فالصبر ليس مجرد تحمل للمصاعب، بل هو اظهار الرضا والتسليم لقضاء الله وقدره، والثقة بأن كل ما يحدث للإنسان فيه خير له، سواء أدرك ذلك أم لم يدرك.
ويُعلمنا الإسلام أن الابتلاء ليس دائمًا عقابًا، بل قد يكون رفعة في الدرجات وتمحيصًا للنفوس وتطهيرًا للقلوب، والمؤمن الحق هو الذي يستقبل الابتلاء بصدر رحب، ويظل ثابتًا على دينه، محتسبًا الأجر عند الله تعالى، وقد وعد الله الصابرين بأفضل الجزاء، كما قال الله تعالى ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ[الزمر: 10]، فلنتذكر دائمًا أن الابتلاءات هي جزء لا يتجزأ من الحياة، وأن الصبر عليها هو ما يُعرف بالإيمان الحقيقي، وهو ما يُميز المؤمنين الصادقين، ولنعلم أن الجزاء عند الله للصابرين هو جزاء لا يُقدر بثمن، وهو ما يجعل الصبر جميلًا ومُثمرًا.

وفي الإسلام، يُعتبر اللجوء إلى الله والثقة به مصدرًا للفرج والسكينة في أوقات الشدة والكرب، يُعلمنا الدين أن الله قريب من عباده، يستجيب دعاءهم ويفرج همهم عندما يتوجهون إليه بقلوب صادقة، وقد ورد في الأحاديث النبوية والآيات القرآنية العديد من الإشارات إلى هذا المعنى، مثل قول الله تعالى ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ[النمل 62]، فالفرج من الله يأتي بأشكال متعددة، قد يكون بانفراج الهم والغم، أو بتيسير الأمور والمشاكل التي يواجهها الإنسان، أو حتى بالصبر والقوة التي يمنحها الله لعبده ليتجاوز بها الصعاب، ويُشجع الإسلام على الدعاء والتضرع إلى الله في السراء والضراء، مؤكدًا أن الدعاء هو عبادة وأن الله يحب أن يُسأل وأن يُدعى، ويُذكر أن الفرج يأتي بعد الصبر، وأن الله لا يضيع أجر المحسنين، وأن مع العسر يسرًا، فالمؤمن مطمئن بأن الله معه، وأن الفرج قريب لمن يلجأ إلى الله بقلب صافٍ ونية خالصة.

لنهتم بشد العزيمة والنهوض، فهي من الأمور التي تُظهر قوة الإرادة والتصميم لدى الإنسان، في مواجهة التحديات والصعاب، ويُعد النهوض والإصرار على الاستمرار دليلًا على العزيمة القوية والرغبة في تحقيق الأهداف، فالحياة مليئة بالتقلبات والتحديات التي تختبر إرادتنا وعزيمتنا، في كل مرة نواجه فيها عقبة، نُعطى فرصة لإظهار قوتنا وشجاعتنا، فشد العزيمة ليس مجرد قرار لحظي، بل هو عملية مستمرة تتطلب الإيمان بالنفس والثقة في القدرة على التغلب على الصعاب، والنهوض بعد السقوط يُعلمنا دروسًا قيمة عن الصمود والمرونة، وإنه يُعزز فينا الشعور بالقوة الداخلية ويُحفزنا على مواصلة السعي نحو أهدافنا، ومن خلال النهوض، نُثبت لأنفسنا وللعالم أن الإصرار يمكن أن يُحدث فارقًا بين الاستسلام والنجاح.

ولكل من يسعى لشد العزيمة والنهوض، تذكروا أن كل خطوة تُقدمونها نحو هدفكم، مهما كانت صغيرة، هي تقدم يُحتفى به، واعلموا أن الإصرار والتحلي بالصبر والمثابرة هي المفاتيح التي تُفتح بها أبواب الأمل والتقدم، فلا تدعوا اليأس يُسيطر عليكم، واستمدوا القوة من إيمانكم ومن الدروس التي تعلمتموها من تجاربكم السابقة، ففي النهاية، شد العزيمة والنهوض يُعدان من أسمى مظاهر القوة الإنسانية، وهما يُمثلان الجسر الذي يربط بين الحلم والواقع، فلنكن دائمًا مستعدين للنهوض مرة أخرى، مهما كانت الظروف، ولنجعل من العزيمة سلاحنا لتحقيق النجاح والتميز.

وتحليق الناجحين في سماء الإنجازات لا يأتي من فراغ، بل هو نتاج الإصرار والعزيمة والعمل الدؤوب، فالنجاح ليس لحظة تتحقق فيها الأحلام فحسب، بل هو رحلة مستمرة من التحدي والتطوير والتعلم، ففي قلب كل نجاح، تكمن قصة من الإصرار والتحدي، الناجحون لا يولدون ناجحين، بل يُصنعون من خلال التجارب والمثابرة، إنهم يرون في كل فشل درسًا، وفي كل عقبة فرصة للنمو والتعلم، الإصرار هو الوقود الذي يدفعهم للتحليق عاليًا، حتى عندما تكون الرياح معاكسة، فالناجحون يعرفون أن الطريق إلى القمة ليس مفروشًا بالورود، بل مليء بالأشواك والمنعطفات، ومع ذلك، يستمرون في السير بثبات، متسلحين بثقتهم بالله ثم الأمل والإيمان بأنفسهم، إنهم لا يتوقفون عند الرضا بالإنجازات الصغيرة، بل يسعون دائمًا لتحقيق المزيد.

والإصرار هو الذي يجعل الناجحين يتجاوزون حدودهم الذاتية، يكسرون القيود، ويصلون إلى ما كان يُعتقد أنه مستحيل، إنهم يعيشون بمبدأ أن "السماء ليست الحد"، وأن كل يوم هو فرصة جديدة للتميز والإبداع، وتحليق الناجحين هو انعكاس لإصرارهم وعزيمتهم، إنه يُلهم الآخرين ويُظهر أن الإنسان قادر على تحقيق العظمة عندما يُقرر أن يُحلق بعيدًا عن القيود والحدود، متجهًا نحو الأفق البعيد حيث تتحقق الأحلام.

احسنت النشر والتعبير معالى الدكتور زادكم الله علما وتوفيقا

د / عماد عبدالرحمن الحداد 2024-04-10 المشاهدات 17

مقال جميل يشحذ الهمم بوركتم د/مشعل المحلاوي
ما اجمل الظن بالله والتوكل عليه.
‏﴿عسى الله أن يأتيني بهم جميعًا﴾
‏"يحمل المُؤمن يقينه أن الله جامعٌ بينه وبين ما يُحب، يجمع له ما تفرَّق من أحلامه، وما تناثَر من عافيته، وما تشتَّت من أحبابه، ويعلم يقينًا أنه ما من دعوة لهجَ بها لسانه في اضطراره إلّا وغوث الله معها في الطريق، فلا تضعف عن الدعاء ولو تأخر الفرج".

ثريا الزهراني 2024-04-08 المشاهدات 16

ما شاء الله تبارك الرحمن مقال جميل وممتع د مشعل ينقلنا من قسوة وجمود العالم المادي الذي نعيش فيه إلى عالم آخر رومانس وجميل وهاديء ومطمئن تسكن فيه النفس وتتذوق حلاوته الروح وترفل بين أرجائه خلجات القلب!
كم نحتاج إلى هذا العالم الجميل الذي تصنعه بكلماتك السلسلة العذبة البسيطة الصادقة المشوقة لنغرق فيه أنفسنا .. وننسى ما حولتا ! نعيش فقط مع الكلمة اللحظة !
نحن بالفعل إلى حاجة لتيار دافيء يرحعنا إلى شاطيء الأمان والسكينة الجميل حيث كلام الله ورعة الإسلام !
شكراً لك د مشعل على إختيارك الحميل للمواضع التي تتناولها بأحاسيسك ومشاعرك قبل قلمك! بحاجة للنصائح الحميلة الهامسة بلغة الود .. ونبرات الطهر والنقاء الله يحفظك ويسعدك وتظل دائما نيراس منير في عالم مظلم يحتاج من يتلمس فيه الطريق إلى المزيد من النور
هويدا المكاوي

هويدا المكاوي 2024-04-07 المشاهدات 15

فعلا اللجوء إلى الله والثقة به مصدرًا للفرج والسكينة في أوقات الشدة والكرب
وهو يجبر المكسور ويرمم الموجوع ليحلق فرحا المحزون
د. مشعل بورك قلمك

ندى محمد صبر 2024-04-06 المشاهدات 14

مقال رائع

mone 2024-04-05 المشاهدات 13

كلام وجيه.

أ.د.محمد بنعزوز 2024-04-05 المشاهدات 12

ونعم بالله

سبحانه
رب رؤوف كريم رحيم
على كل شيء قدير 🤲

علي القزلان 2024-04-05 المشاهدات 11

اللهم اجعلنا من الصابرين المثابرين.. سلمت أناملك دكتور

د. جيهان سباق على 2024-04-05 المشاهدات 10

احسنت د. مشعل

أ.د. هاني جرجس عياد 2024-04-05 المشاهدات 9

ما شاء الله تبارك الله كلمات رائعة ومؤثرة جداً نفع الله بكم فضيلة الدكتور مشعل ووفقكم لما يحب ويرضى.

د. أحمد حسين 2024-04-05 المشاهدات 8

نفع الله بكم سعادة الدكتور مشعل وزادكم من فيض فضله وكرمه ، وجزاكم الله خيرا على هذا المقال النافع الماتع ، فما اعظم الفرار إلى الله ، وصدق اللجوء إليه ، ففيها الطمأنينة والسكينة ، وجبر النفس ، وشفاء الروح ، وتحقيق السعادة والرضا.

أ .د سعاد بلتاجي 2024-04-05 المشاهدات 7

فعلا لو ادرك الانسان ان كل ما يمر به هو خير له وان الله يريد له الافضل حتى لو كان الامر بشكل سطحي غير ذلك لكن باطنه فيه الخير الكثير ..

يعطيك العافيه مقال يبعث للطمأنينه واستشعار رحمه الله وقربه منا ، جعله الله في موازين حسناتك

هند الصيادي 2024-04-05 المشاهدات 6

قلت صدقًا دكتور مشعل
زادك الله من فضله ورزقك خيري الدنيا والآخرة.
الابتلاء ليس عقابًا إنها كلمات تصب على النفس الماء المارد وتسكنها ويزداد حبنا لله عز وجل وقوله: {… إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر : 10]
ما أرحمك يا الله.. ما أرحمك

هند إبراهيم السعوي 2024-04-05 المشاهدات 5

اعرف شخصية ينطبق عليها نص هذا المقال
اجتهد وثابر وبحمد الله وصل واعرف تمام المعرفة كيف اجتهد وصراره على الوصول للهدف انه ابن الخال ونفتخر به دكتورنا الحبيب مشعل

فؤاد ناصر البوق 2024-04-05 المشاهدات 4

سلمت يمينك
ما اتجهت إلى الله بانكسار إلا كان اليسر والفرج ، وعد حق من مليك مقتدر .
دمت سالما وكل عام وانتم بخير.

امل عطية 2024-04-05 المشاهدات 3

أبدعت وبرعت وكعادتك دكتور مشعل .
نفع الله بك شخصا وعلما وعطاء ووعيا وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وانتم بخير وصحه وسلامه يارب العالمين .🌹

خلف سرحان القرشي 2024-04-05 المشاهدات 2

لقد أفلح د. مشعل المحلاوي في رسم صورة ماتعة لمعاني الصبر ودلالاته العميقة..وأن اللجوء لله سبحان وتعالى في كل الأحوال هو بمثابة النجاة من كل كرب ومن كل ضيق.
بارك الله فيك وأنت تبذل هذا الجهد القيم ،نسأل الله أن ينتفع به كل من يطالع.جعله الله في ميزان حسناتك.

مصطفى محكر 2024-04-05 المشاهدات 1

أضف تعليقك...

 
  • 2542 زيارات اليوم

  • 46323552 إجمالي المشاهدات

  • 2983779 إجمالي الزوار