• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الأحد 2013-08-04

قبة هارون في أحد تجدد أسئلة تاريخ المدينة

  • تسجيل اعجاب 99
  • المشاهدات 7333
  • التعليقات 0
  • Twitter
قبة هارون في  أحد  تجدد أسئلة  تاريخ المدينة

 

تعتلي قمة "أحد" وانقسامات في نسبتها "للنبي هارون" و"قائد عسكري" و"درويش"

 

أثارت "قبة" شاهقة في المدينة المنورة مجددا أسئلة إعادة كتابة تاريخ المدينة المنورة التي ارتفعت بقوة مع اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية هذا العام. ولا يزال الغموض يكتنف أعلى بناية بجبل أحد بالمدينة المنورة يطلق عليها "قبة هارون"، إذ تتعدد الروايات حول صاحب "القبة" التي يزيد عمرها عن 500 عاماً وبقيت مكاناً مبهما يرتاده الباحثون في محاولة للترجيح بين أقوال المؤرخين الذين اختلفوا حول الشخصية الحقيقية التي تنسب إليها، بين نبي مرسل بقي "أحد" يحمل ضريحه، وقائد عسكري رابط أكثر من 30 عاماً في المكان الذي يعد أعلى نقطة في المدينة لكشف مداخل الطرق التي تؤدي إليها وارتبط اسمه كأبرز مرابط عاش هو ومعاونيه لحماية ثغور المدينة، وقول ثالث بأنه زاهد اختار لخلوته ذلك الموقع في أعلى قمة بجبل أحد.

 

ورغم طريقها الشاق إلا أنه لم يمنع الزوار من صعود المكان التاريخي مستذكرين تاريخاً إسلامياً عريقاً متجاوزين اختلاف الروايات ومصادرها حول هذه القبة (البناية الأثرية) التي يزيد ارتفاعها عن 1,077 متر (3,533 أقدام).

 

وكان عدد من المصادر التاريخية قد نقل عن مؤرخ المدينة النبوية ابن شيبة أن المكان هو قبر (ضريح) نبي الله هارون، وروى ابن شيبة عن عبد العزيز الدراوردي عن عبد الملك بن جابر بن عتيك، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خرج موسى وهارون حاجين أو معتمرين، حتى إذا قدما المدينة خافا اليهود فنزلا أحدا وهارون مريض، فحفر له موسى قبرا "بأحد" وقال: يا أخي ادخل فيه فإنك ميت، فدخل فيه، فلما دخل قبضه الله، فحثا موسى عليه التراب.

 

بينما يتفق المؤرخون والباحثون في تاريخ المدينة على رد هذه الرواية، فالدكتور تنيضب الفايدي يرى أن من الأخطاء التي وقع فيها المؤرخون الذين كتبوا عن المدينة أنهم نقلوا عن كتب من قبلهم دون تثبت أو الوقوف على الموقع ودراسته دراسة مستفيضة أو عرض حديث من نقلوا عنهم على النصوص الشرعية والحوادث التاريخية الثابته، مضيفاً "بل إن منهم من كتب عن مواقع وآثار لم يكلف نفسه بالوصول إليها، ومنها المبنى المعروف في الكتب التاريخية "بقبة هارون" والواقعة في أعلى نقطة في "جبل أحد"، مؤكداً أن القبة ليست لها علاقة بقبر نبي الله هارون على الإطلاق، ذاهبا إلى أن القبة عمرها يتجاوز 200 عام، ورجح أن تكون موقعا للمراقبة العسكرية إبان الحكم العثماني، حيث اشتهر رئيس الفرقة المكونة من 3 أشخاص وهو هارون، ولم يستبعد الفايدي أن يكون هارون زاهدا اختار القبة خلوة للعبادة، إذ تميز ذلك العهد بقصص الهاربين من صخب الحياة العامة للعزلة والعبادة.

 

المستشار في مركز بحوث ودراسات المدينة الدكتور عبدالباسط بدر أنكر رواية ابن شيبة، متفقا مع الفايدي في ترجيح أن يكون هارون قائد فرقة عثمانية كانت تحرس المدينة وتراقب حدودها من أعلى، مبيناً أن مبنى القبة لا يزال موجودا حتى اليوم وحوله نقوش وكتابات ورسومات، كما توجد آثار من سكن هذا المكان قبل 500 عام، وهو ما يقوي أن القبة كانت نقطة عسكرية.

 

عضو المجلس البلدي صاحب كتاب (أحد) سعود عبدالمحيي الصاعدي الذي أفرد موضوعاً من عدة صفحات وصورة لـ "قبة هارون" قال زرت القبة أكثر من مرة وهي مبنى بطول متر ونصف في مترين وضع له محراب بجهة القبلة وباب صغير في الجهة المقابلة للمحراب، أخذ شكل المصلى الذي يتسع لإمام و3 أشخاص خلفه فقط، مضيفاً أن حوله نقوشا وكتابات باللغة العربية ورسوما كما حفر حول القبة خزان (بئر) جصصت وسويت من الداخل واعتني بها ووضعت له فوهة على وجهة الأرض، كما وضعت "سواقي" طرق لمياه الأمطار التي تسقط على أعلى الجبل لتسوق المياه للبئر وهو ما يدل أن هناك من عاش وقتاً طويلا في ذلك المكان، لافتا إلى أنه في آخر مرة زار فيها الموقع ظهر العبث بالبناية، وأضاف سقف المبنى اندثر اليوم ولم يبق سوى أسواره ووجود محراب يطرح احتمال أن صاحب القبة "هارون" رجل زاهد انقطع للعبادة في ذلك المكان، مضيفاً أنه يمكن الجمع بين كون هارون عسكري يحرس حدود المدينة وزاهد اختلى للعبادة.

 

الصاعدي من خلال بحثه عن شخصية هارون صاحب قبة جبل أحد وجد كثيرا ممن أجمعوا على أنه عسكري تابع للحامية العثمانية كان يترأس اثنين آخرين معاونين له كانا يتناوبان الحراسة مع قائدهم لكل منهم شهر، الأول يبقى أعلى الجبل والآخر ينزل للبقاء مع أهله في المدينة ويحضر معه بعض مستلزمات الحراس من طعام وغيره، بينما واصل هارون بقاءه في ذلك المكان مدة طويلة حتى عرفت القبة وارتبطت باسمه.

 

فيما يرى الباحث عدنان عيسى العمري أن هارون أحد (الدراويش) لجأ للجبل فارا من صخب الحياة التي لم يتقبلها، وتكفل أحد المحسنين واثنان من أبنائه يصعدون إليه على رأس كل شهر لإيصال الزاد الذي يحتاجه كما ساعدوه على صنع خزان وضعت له "سواقي" طرق لمياه الأمطار حتى تصب فيه وتحفظ له ما يحتاج من المياه.

أضف تعليقك...

  • 3985 زيارات اليوم

  • 46480388 إجمالي المشاهدات

  • 2987094 إجمالي الزوار