• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الجمعة 2015-10-30

الآبار النبوية

  • تسجيل اعجاب 172
  • المشاهدات 7741
  • التعليقات 0
  • Twitter
 الآبار النبوية

أشهر الآبار النبوية بالمدينة المنورة سبعة آبار جمعها بعضهم في هذين البيتين : 

إذا رمت آبار النبي بطيبة .... فعدتها سبع مقالا بلا وهن  

أريس وغرس رومة بضاعة ... كذا بصة قل بئر حاء مع العهن 

والبيت ينسب لأبي اليمن المراغي . 

وهذه الآبار ارتبطت بالنبي صلى الله عليه وسلم لأن هذه السبعة هي المشهورة المأثورة عند عدد من المؤرخين ومعلومة مواقعها وحصل فيها من بركة النبي صلى الله عليه وسلم شيء إما بصاقه أو وضوؤه أو شيء يخصه صلى الله عليه وسلم 

وسوف نتكلم عنها بالتفصيل بحول الله وقوته ، وأبدأ ببئر ( أريس ) أسأل الله تعالى التوفيق والسداد، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .

بئر أريس : أريس بفتح الهمز وكسر الراء وسكون المثناة التحتية وإهمال آخره، ومعناه بلغة أهل الشام الفلاح ، وينسب البئر إلى رجل من اليهود اسمه أريس  .

وكان بئر أريس أحد الآبار النبوية بالمدينة التي كان يقصدها النبي صلى الله عليه وسلم ويشرب منها ويجلس عندها .

ففي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على بئر أريس وتوسط قفها وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر .

ومن على قفها بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم  بالجنة .

ويسمى أيضا ببئر الخاتم؛ لأنه البئر الذي وقع فيه خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من يد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه،  ففي صحيح البخاري من حديث أنس رضي الله عنه قال : كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده، وفي يد أبي بكر بعده،  وفي يد عمر بعد أبي بكر، قال : فلما كان عثمان جلس على بئر أريس، فأخرج الخاتم فجعل يعبث به فسقط ، قال : فاختلفنا ثلاثة أيام مع عثمان فنزح البئر فلم نجده. البخاري (5879)  

وكان سقوطه بعد ست سنين من خلافته . 

وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم تفل فيها، قال الفيروز آبادي رحمه الله المتوفى سنة 817هـ في كتابه: المغانم المستطابة في معالم طابة، وفي الإحياء للغزالي أن النبي صلى الله عليه وسلم تفل في بئر أريس ولم أجد ذلك عند غيره .

وكانت تعد مياه هذه البئر النبوية من أعذب مياه الآبار بالمدينة

قال السمهودي رحمه الله المتوفى سنة 911 في وفاء الوفا : وهذه البئر المعروفة اليوم بقباء من أعذب آبار المدينة

ويقع البئر غرب مسجد قباء تحت النوافير المحدثة حاليا أو قبلها بقليل إذا خرجت من الباب الغربي للمسجد ، وقد أزيل البئر بسبب توسعة مسجد قباء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بئر بضاعة : بضم الباء وفتح الضاد

وهي بئر نبوية شرب منها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوضأ، وأهرق بقية وضوئه فيها،  وبصق فيها، ودعا لها بالبركة، فهي بئر يستبشر ويتيمن بها وكان إذا مرض المريض زمن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اغسلوني من ماء بضاعة، فيغُسَّل فكأنما ينشط من عقال .

قالت أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما : كنا نغسل المرضى من بئر بضاعة ثلاثة أيام فيعافون،  ذكره الفيروز آبادي في المغانم المستطابة

قال الشيخ عبدالله العياشي رحمه الله المتوفى سنة 1090هـ في كتابه رحلة العياشي قلت : وقد كنت أيام مرضي بالمدينة أبعث إلى مائها فأغتسل به فأجد الراحة

وروى الطبراني في الكبير عن سهل بن سعد رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم برَّك على بضاعة ) المعجم الكبير 122/6 (5704) وفيه ضعف

ورواه ابن زبالة عن أبي أسيد رضي الله عنه بلفظ : ( دعا لبئر بضاعة).

قال الفيروز آبادي المتوفى سنة 817 : وفي الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بئر بضاعة، فتوضأ من الدلو وردها إلى البئر، وبصق فيها، وشرب من مائها

وكانت تقع في بستان ، وهي عذبة الماء طيبة الرائحة، يستقي منها الناس

قال ابن النجار المتوفى سنة 643 في الدرة الثمينة : هذه البئر اليوم في بستان، وماؤها عذب طيب، ولونها صاف أبيض، وريحها كذلك، ويستقى منها كثيرا .

وقال المطري المتوفى سنة 741 : وماؤها عذب طيب

وهذه البئر جاء ذكرها في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَتَوَضَّأُ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ، وَهِيَ بِئْرٌ يُلْقَى فِيهَا الْحِيَضُ وَالنَّتْنُ، وَلُحُومُ الْكِلَابِ ؟ قَالَ: " الْمَاءُ طَهُورٌ، لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ . رواه أحمد وأبو داود وصححه النسائي وحسنه الترمذي وهو حديث صحيح .

وقد علق الإمام الحافظ الخطابي في كتابه معالم السنن على هذا الحديث فقال : "قد يتوهم كثير من الناس إذا سمع هذا الحديث أن هذا كان منهم عادة ، وأنهم كانوا يأتون هذا الفعل قصداً وتعمداً ، وهذا مما لا يجوز أن يُظن بذمي بل بوثني فضلاً عن مسلم ، فلم يزل من عادة الناس قديماً وحديثاً مسلمهم وكافرهم ، تنزيه المياه وصونها من النجاسات فكيف يُظن بأهل ذلك الزمان وهم أعلى طبقات أهل الدين وأفضل جماعة المسلمين، والماء ببلادهم أعز والحاجة إليه أمس  أن يكون هذا صنعهم بالماء ، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من تغوط في موارد الماء ومشارعه ، فكيف من اتخذ عيون الماء ومنابعه رصداً للأنجاس ومطرحاً للأقذار ولا يجوز فيهم مثل هذا الظن ولا يليق بهم ، وإنما كان ذلك من أجل أن هذا البئر موضعها في حدور من الأرض ، وأن السيول كانت تكشح هذه الأقذار من الطرق والأفنية وتحملها وتلقيها فيها ، وكان لكثرته لا يؤثر فيه هذه الأشياء ولا تغيره ، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شأنها ليعلموا حكمها في النجاسة والطهارة .اهـ

قال السمهودي رحمه الله في وفاء الوفا : ومن شاهد بضاعة علم أنه كذلك؛ لأنها في وهدة، وحولها ارتفاع سيما في شاميها. انتهى . 

وكانت هذه البئر لبني ساعدة، وفي ديارهم، وبنو ساعدة رهط سعد بن عبادة وأبي دجانة الخزرجيين، وهي قريبة من سقيفة بني ساعدة التي بويع فيها أبو بكر الصديق رضي الله عنه

والبئر تقع شمال غرب المسجد النبوي الشريف تحت فندق موفنبيك أنوار المدينة تقريبا وليس لها أثر اليوم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بئر البُصَّة : بضم الباء وتشديد الصاد مع فتحها آخره هاء، كأنما هو من بص الماء بصا إذا رشح

وهي من الآبار التي غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من مائها وصب غسالة رأسه ومراقة شعره بها. ومراقة الشعر ما تساقط منه.

 روى ابن زبالة وابن عدي من طريقه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الشهداء وأبناءهم، ويتعهد عيالهم، قال: فجاء يوماً أبا سعيد الخدري فقال: هل عندك من سدر فأغسل به رأسي فإن اليوم الجمعة، قال: نعم، قال: فأخرج له سدراً وخرج معه إلى البُصَّة، فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وصب غسالة رأسه، ومراقة شعره في البُصَّة ).

وماؤها أبيض حلو، وكان أهل المدينة يستقون منها قبل أن يطمسها السيل

قال ابن النجار المتوفى سنة 643هـ مؤلف كتاب الدرة الثمينة في أخبار المدينة  ( ولون مائها إذا انفصل منها أبيض وطعمه حلو، وذكر لي الثقة أن أهل المدينة كانوا يستقون منها قبل أن يطمها السيل ) انتهى

وكان بئر البصة يقع في حديقة كبيرة محوط عليها بحائط، ويوجد بها بئران كبرى وصغرى، اختلف في أيهما البصة والذي رجحه ابن النجار ووافقه المطري والفيروز آبادي أنها الكبرى وخالفهم السمهودي ورجح أنها الصغرى،  والذي أميل إليه ما ذهب إليه ابن النجار ومن وافقه، لأنه قال : وسمعت من أدركت من أكابر خدام الحرم وأهل المدينة يقولون : إنها الكبرى القِبلية

وكان البئر يقع في منازل بني خدرة ومنهم الصحابي مالك بن سنان رضي الله عنه الذي مص الدم من وجنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وهو والد الصحابي أبي سعيد الخدري رضي الله عنه

ويقع البئر اليوم جنوب شرق المسجد النبوي الشريف وهو الآن تحت وقف البوصة والنشير  ( مجمع الجزيرة ) وحدده بعض الباحثين بمكان النافورة التي بجوار مطعم البيك .

 

بقلم  :الأستاذ عبدالعزيز الرفاعي 

أضف تعليقك...

  • 2763 زيارات اليوم

  • 46479254 إجمالي المشاهدات

  • 2987006 إجمالي الزوار