• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الخميس 2015-11-12

بئر رومة

  • تسجيل اعجاب 22
  • المشاهدات 8199
  • التعليقات 0
  • Twitter
بئر رومة

وهي البئر النبوية الرابعة وهي بضم الراء وسكون الواو وفتح الميم بعدها هاء ، وتسمى بئر عثمان لأن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه اشتراها كما سيأتي فسميت باسمه .

بئر (رومة) حفرها رجل من مزينة ثم باعها لرومة الغفاري فصارت تنسب إليه . قال أبو عبد الله بن منده:" رومة الغفاري صاحب بئر رومة .

ولذا مرة تذكر باسم قليب المزني، ومرة تذكر باسم بئر رومة، كما سيأتي معنا.

وقد كانت هذه البئر من أعذب مياه الآبار في المدينة فكان يستعذب ماءها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأثنى عليها فقال : نعم الحفيرة حفيرة المزني . وفي رواية نعم القليب قليب المزني. انظر المغانم المطابة 641/2 .

قال البلاذري في تاريخه : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب من بئر رومة بالعقيق، وبصق فيها فعذبت.

وقال ابن النجار في وصف مائها  (بئر مليحة جدا) وقال :(وماؤها صاف، وطعمه حلو) انظر الدرة الثمينة ص129 .

ولما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء فكانوا يستقون من بئر رومة بالثمن، فأرهقهم ذلك ، فعندئذ ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة إلى شراء هذه البئر والتبرع بها للمسلمين، ووعد على ذلك الجنة، فقال كما في صحيح البخاري  (2778) (من حفر بئر رومة فله الجنة).

وقال : (من يبتاع بئر رومة غفر الله له) . رواه ابن شبة في تاريخه .

وقال صلى الله عليه وسلم : (من يشتري بئر رومة فيجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له في الجنة) صحيح النسائي للألباني 766/2

فسارع الصحابي الجليل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى شراء هذه البئر وتصدق بها على المسلمين، فأصبح شراء هذه البئر من أعظم مناقبه حيث وعده النبي صلى الله عليه وسلم على شرائها بالجنة، لذا لما حوصر رضي الله عنه في آخر حياته في منزله ذكر محاصريه بهذه المنقبة فقال : (أنشدكم الله، ولا أنشد إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : ألستم تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «من حفر رومة فله الجنة»؛ فحفرتها؟ ألستم تعلمون: أنه قال: «من جهز جيش العسرة فله الجنة»؛ فجهزته؟ قال: فصدقوه بما قال) . أخرجه الإمام البخاري (2778) بسنده إلى أبي عبد الرحمن السلمي .

وأخرج البغوي في «معجم الصحابة» (191) عن بشير الأسلمي؛ قال: لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء، وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها: «رومة»، وكان يبيع منها القربة بمد، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم-: «تبيعنيها بعين في الجنة؟»، فقال: يا رسول الله ليس ولا لعيالي غيرها، فبلغ ذلك عثمان - رضي الله عنه-؛ فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم، ثم أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أتجعل لي فيها ما جعلت له؟  قال: «نعم»، قال: قد جعلتها للمسلمين.

وتشير بعض الروايات أنها كانت ليهودي وقد ذكر هذه الرواية ابن عبدالبر في كتابه الاستيعاب في معرفة الأصحاب، فقال : أنها كانت ركية ليهودي يبيع ماءها من المسلمين، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:« من يشتري رومة فيجعلها للمسلمين يضرب بدلوه في دلائهم، وله بها شرب في الجنة؟»، فأتى عثمان اليهوديّ فساومه بها، فأبى أن يبيعها كلها، فاشترى عثمان نصفها باثني عشر ألف درهم، فجعله للمسلمين، فقال له عثمان: إن شئت جعلت لنصيبي قرنين، وإن شئت فلي يوم ولك يوم، فقال: بل لك يوم ولي يوم، فكان إذا كان يوم عثمان استقى المسلمون ما يكفيهم يومين، فلما رأى اليهودي ذلك قال:

أفسدت علي ركيتي، فاشتر النصف الآخر، فاشتراه بثمانية آلاف درهم ".

وهي بئر قديمة منذ الجاهلية كما أشار إلى ذلك مؤرخو المدينة كابن النجار والفيروز آبادي والسمهودي وذكروا رواية ابن زبالة عن غير واحد من أهل العلم أن تبّعا اليماني لما قدم المدينة كان منزله بقناة، واحتفر البئر التي يقال لها بئر الملك، وبه سميت، فاستوبأ بئره تلك، فدخلت عليه امرأة من بني زريق يقال لها فكهة، فشكا إليها وباء بئره، فانطلقت فأخذت حمارين أعرابيين، فاستقت له من بئر رومة، ثم جاءته به، فشرب فأعجبه وقال: زيديني من هذا الماء، فكانت تصير إليه به مقامه، فلما خرج قال لها: يا فكهة إنه ليس معنا من الصفراء والبيضاء شيء، ولكن لك ما تركنا من أزوادنا ومتاعنا، فلما خرج نقلت ما بقي من أزوادهم ومتاعهم، فيقال: إنها كانت لم تزل هي وولدها أكثر بني زريق مالا حتى جاء الإسلام.

ومع الأيام والسنون خربت هذه البئر وتهدمت، قال المطري : وقد خربت هذه البئر، ونقضت حجارتها،

وانطمت، ولم يبق منها اليوم إلا أثرها.

ثم إنها جددت بعد ذلك ونبع ماؤها وكثر.

قال الزين المراغي المتوفى سنة 816هـ في كتابه تحقيق النصرة : وقد جددت بعد ذلك ورفع بناؤها عن الأرض نحو نصف قامة، ونزحت فكثر ماؤها ولله الحمد.

وقد اعتنت الحكومة السعودية مشكورة بهذه البئر فنزحتها وضربت فيها الآلات الارتوازية فزاد الماء وكثر .

قال أحمد ياسين الخياري المتوفى سنة 1380 في كتابه «تاريخ معالم المدينة المنورة قديما وحديثا» (ص 184-185): «وفي العهد السعودي أصبحت فيها مبان للموظفين، ودوائر رسمية، وحظائر مركزة فنية للدواجن والحيوانات والطيور، وقد اعتنت الحكومة السعودية بالبئر، فنزحتها وضربت فيها الآلات الارتوازية، فزاد ماؤها، وكثر خيرها , كما حفرت بئرًا ثالثة في شمال غربي بئر رومة، وأنشأت فيها مساكن للعمال، وزرعتها كلها زراعة فنية عظيمة، فأصبحت مزرعة فنية نموذجية، وكم من مرة زرتها ورأيت فيها المزارعين يقصدونها لشراء الشتلات، وأخذ الأشجار، وتلقى التعليمات لمزارعهم، وطلب النجدة لمقاومة آفات مزارعهم الكثيرة المترامية الأطراف بالمدينة». انتهى

والبئر لا تزال قائمة إلى اليوم وقد أخبرني أحد الأصدقاء أنه وقف عليها فوجدها مليئة بالماء وشرب منها فكان ماؤها حلوا عذبا فالحمدلله .

والبئر تقع في الجهة الشمالية الغربية لمسجد القبلتين في أسفل وادي العقيق قريبة من مجتمع الأسيال.

أما اليوم فهي تقع في حي بئر عثمان ويعد من أرقى الأحياء بالمدينة قريبا من حي الأزهري الشهير، وهو الآن داخل مقر الوحدة الزراعية.

وأنبه على أنه ليس لبئر عثمان رضي الله عنه هذه صلة بوقف عثمان رضي الله عنه

أعده وكتبه : الأستاذ: عبدالعزيز بن عبدالرحمن الرفاعي.

أضف تعليقك...

  • 3134 زيارات اليوم

  • 46479600 إجمالي المشاهدات

  • 2987031 إجمالي الزوار