• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الجمعة 2015-11-27

بئر غرس

  • تسجيل اعجاب 93
  • المشاهدات 7195
  • التعليقات 0
  • Twitter
بئر غرس

بئر غرس : وهي البئر النبوية السابعة وهي بضم الغين وإسكان الراء وسين مهملة. وقيل : وهو الأصوب بفتح الغين وإسكان الراء

والغرس : الفسيل أو الشجر الذي يغرس لينبت، مصدر غرس الشجر .

وهي بئر نبوية كريمة أضافها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه، وشرب منها وتوضأ وأهرق بقية وضوئه فيها وبصق فيها، وكان يستعذب له الماء منها. فقد ورد أن رباحاً غلام النبي صلى الله عليه وسلم كان يستقي له صلى الله عليه وسلم الماء من بئر غرس مرة، ومن بئر السقيا مرة.

وكان يملكها الصحابي سعد بن خيثمة رضي الله عنه وهو الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقيم أياما في منزله بقباء قبل أن يتحول ويدخل المدينة .

وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أن يغسل منها إذا مات. روى ابن ماجه بسند جيد عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب من بئري بئر غرس) (1468 .

وفي لفظ : "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (يا علي إذا أنا مت فاغسلني من بئري بئر غرس بسبع قرب لم تحلل أوكيتهن". 

وروى ابن سعد في طبقاته برجال الصحيح عن أبي جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين رضى الله عنهم قال : غسل النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث غسلات بماء وسدر، وغسل في قميص، وغسل من بئر يقال لها بئر الغرس لسعد بن خيثمة بقباء وكان يشرب منها . 

وروى ابن شبة عن سعيد بن رقيش أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ من بئر الأغرس وأهرق بقية وضوئه فيها .

وقد كان الماء موجود بها إلى عهد قريب فرآها الشيخ غالي الأمين _ رحمه الله تعالى المتوفى سنة 1409 مؤلف كتاب الدر الثمين في معالم دار الأمين صلى الله عليه وسلم _ في عام 1378 ويقول : شرب من مائها الملح نوعا ما، وقيل : إن في مائها مادة معدنية تداوي المغص وآلام المعدة .

وكان ماؤها يغلب عليه اللون الأخضر إلا أنه طيب عذب وصفها عدد من المؤرخين : 

قال ابن النجار المتوفى سنة 643 في كتابه الدرة الثمينة : (وفيها ماء أخضر إلا أنه عذب طيب وريحه الغالب عليه الأجون ) 

وقال المطري المتوفى سنة 741 في كتابه التعريف بما آنست الهجرة من معالم دار الهجرة : (وماؤها يغلب عليه الخضرة وهو طيب عذب) 

وقد خربت في عهد المؤرخ ابن النجار ولذلك قال : وقد خربها السيل وطمها . لأنها كانت تقع بجوار وادي بطحان

ثم جددت في عهد المؤرخ جمال الدين المطري قال رحمه الله : وكانت قد خربت فجددت بعد السبعمائة

ثم خربت أيضا بعد ذلك

قال مؤرخ المدينة الإمام السمهودي رحمه الله : وقد خربت بعد ذلك _ أي بعدما أخبر المطري بتجديدها _ فابتاعها وما حولها صاحبنا الشيخ العلامة المفيد الخواجا حسين بن الجواد المحسن الخواجكي الشيخ شهاب الدين أحمد القاوان، أثابه الله تعالى ،وعمرها وحوط عليها حديقة، وجعل لها درجة ينزل إليها منها من داخل الحديقة وخارجها، وأنشأ بجانبها مسجدا لطيفا، وأوقفها، تقبل الله منه، وذلك في سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة 882 . انتهى .

وهي الآن للأسف خربة مقفلة معطلة، أسأل الله تعالى أن يهيئ لها من يجددها ويحييها مرة أخرى، وخير من يتولى ذلك في نظري هيئة السياحة والآثار ممثلة في أميرها المحبوب سلطان بن سلمان حفظه الله الذي له اهتمام بارز في الآثار وحمايتها والعناية بها، وله أياد بيضاء في ذلك وفقه الله ونفع به

وكانت البئر تقع في منازل بني النضير بالعالية، شرق مسجد قباء على بعد 1500 متر عنه، وتقع اليوم ب(قربان) بالقرب من طريق يربط بين العوالي وقربان بجوار مدارس الشاوي الأهلية وتقع في محيط الأرض التي يملكها صاحب مدارس الشاوي

وبعد أيها الأحبة، فهذه هي الآبار النبوية السبعة بالمدينة المنورة، عشنا معاكم وإياها بئرا بئرا، نقتفي أثره صلى الله عليه وسلم، ونتتبع آثاره الكريمة، فكم هو شعور عظيم وجميل أن تشاهد ما بقي من آثاره صلى الله عليه وسلم، وتشرب من بئر شرب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتأتي مكانا كان يأتيه رسول الله صلى الله عليه، وترتوي من ماء بصق فيه رسول الله صلى الله عليه، فما أجمل الحياة في ظل سيرته صلى الله عليه وسلم، وما ألذ العيش في معرفة آثاره وسننه وأقواله وأفعاله، وما أطيب الحياة بجواره صلى الله عليه وسلم

ولا يعني هذا أيها الأحبة أنه لم يكن هناك غيرها من الآبار في العهد النبوي شرب منها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو توضأ أو بصق فيها؛ ولكن هذه السبعة هي المعروفة المشهورة المأثورة عند عدد من المؤرخين ومعلومة مواقعها إلى يومنا هذا

قال المطري : إن ابن زبالة ذكر عدة آبار أتاها النبي الله عليه وسلم وشرب منها وتوضأ، لا يعرف اليوم شيء منها

وقد ذكر السمهودي رحمه الله في كتابه وفاء الوفاء عدة آبار أخرى غير السبعة المتقدمة لم يجزم بمواقعها ويقول وهذه البئر غير معروفة اليوم .

قال أبو حامد الغزالي المتوفى سنة 505 مؤلف كتاب إحياء علوم الدين : الآبار التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ منها ويغتسل ويشرب وهي سبعة آبار .

وقال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء : والمشهور أن الآبار بالمدينة سبعة

هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

إعداد الباحث التاريخي في معالم المدينة الأستاذ : عبدالعزيز الرفاعي

أضف تعليقك...

  • 3353 زيارات اليوم

  • 46479789 إجمالي المشاهدات

  • 2987061 إجمالي الزوار