• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الأحد 2016-01-10

قصور العقيق‎

  • تسجيل اعجاب 101
  • المشاهدات 7336
  • التعليقات 0
  • Twitter
قصور العقيق‎

ومن الآثار التي في العقيق: القصور

ومنها :ــ

1ــ قصر عروة وهو عروة بن الزبير:ــ تابعي جليل ولد في خلافة عمر بنالخطاب ، وكان عالماً بالدين صالحاً كريماً ، لم يدخل في شيء من الفتن التي عاصرها، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة الذين نقل عنهم فقه الصحابة ، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكانوا المرجع الأول في الفتوى ، في النصف الثاني من القرن الأول. وصاحب البئر المشهورة ببئرعروة ، وهو أخو عبد الله بن الزبير لأبيه وأمه ، ولكنه لم يؤيده ، وبقي معتزلاً ، وتوفي سنة 93 هـ . ،

وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع بلال بن الحارث المزني العقيقولم يعمل فيه شيئاً وأن عمر رضي الله عنه قال له إن قويت على ما أعطاك رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتمله فما اعتملت فهو لك فإن لم تعتمله قطعته بين الناس ولم تحجزه عليهم وفي رواية انظر ما أطقت أن تقوى عليه فأمسكه واردد إلينا ما بقى نقطعه فأبى فترك عمر بيد بلال بعضه وقطع مابقى للناس ولما دنا عمر من موضع قصر عروة وقف في موضع بئر عروة بن الزبير التي عليها سقايته وهو يقطع الناس فقال أين المستقطعون فنعم موضع المغيرة فاستقطعه ذلك خَوَّاتُ بن جبير الأنصاري فأقطعه ما بين حرة والوبرة إلى ضفيرة المغيرة بن الأخنس وكان يقال لذلك خيف حرة الوبرة فاشترى عروة موضع قصره وبناه بعد، و ابتنى و احتفر و حجر و ضفر، و قيل له: إنك لست بموضع مدر، فقال: يأتي الله به من النقيع، فجاء سيل فدخل في مزارعه فكساها من خليج كان خلجه، و كان بناه جنابذ- أي جمع جنبذ بضم الجيم و هو ما ارتفع و استدار كالقبة وكان عروة بن الزبير لما سكن هناك قال له بعض الصحابة لقد جفوت المدينة فقال بل خشيت أجفوها فقد رأيت الفساد كثر فأحببت أن أعتزل.

وقال عروة حين بنى قصره :

بنيناه فأحسنّا بناه ....بحمد الله في خير العقيق تراهم ينظرون إليه شزرا..... يلوح لهم على وضح الطّريق
فساء الكاشحين و كان غيظا ......لأعدائي و سرّ به صديقي يراه كلّ مرتفق و سار........ و معتمر إلى بيت العتيق



ولقصر عروة بئر مشهورة مذكورة تقع بطرف حرة الوبرة الغربي بالنسبة للمدينة عن يسار المسافر في طريق مكة القديم. وكان يستخرج الماء من البئر بالدلاء تارة وبالسانية تارة أخرى ، وكانت غزيرة وماؤها أرق مياه بالمدينة وأعذبها وأخفها ، وله طعم خاص . ونقل عن ابن خلكان قوله : ليس بالمدينة بئر أعذب منها وكان مَن يخرج من مكة وغيرها إذا مرَّ بالعقيق تزوَّد من ماء بئر عروة، وكانوا يُهدونه إلى أهليهم، ويشربونه في منازلهم.

قال الزبير بن بكار: ورأيت أبي يأمر به فيُغلى، ثم يجعله في القوارير، ويُهْديه إلى الرشيد وهو بالرقة. وقد وردت في الأشعار كقول السري بن عبد الرحمن الأنصاري فيها كفنوني إن مت في درع أروى ... واستقوا لي من بئر عروة مائي
سخنة في الشتاء باردة الصيف ... سراج الليلة الظلماء
 

 

وقال آخر في بئر عروة :

وهل نهلة من بئر عروة عذبة .....أداوي بها قلباً براه أوام… وفي طرف قصر عروة الغربي بناء قائم هو قلعة تركية بناها فخري باشا لحماية المدينة وفي شرق القلعة آثار قصر عروة تم التنقيب عنها من قبل الدكتور خالد الأسكوبي



2ـ قصر سعيد بن العاص يقع هذا القصر في العرصة الصغرى من العقيق وكان طوله نحو 36 متراً وعرضه 27 متراً وارتفاع أطلاله نحو 9 أمتار وسمك جدرانه 75 سنتيمتراً وبناؤه بالحجارة المتوسطة الحجم ، وبالجص وحجارته غير منحوتة ولا أثر فيه لكتابة ، إنما توجد في بعض أروقته ونوافذه نقوش على الجص وزخارف بالطوب المجصص وقد تهدم من ناحيته الجنوبية الشرقية ، وتوجد في جنوب القصر " دكة" مندثرة لعلها كانت معدة للجلوس والسمر.
وسعيد بن العاص هو أحد أمراء المدينة المنورة في خلافة معاوية بن أبي سفيان وهو من مشاهير أجداد بني أمية وقد كان معجباً بقصره هذا كل الإعجاب ولذا خصصه للنزهة مما يدلنا على مبلغ عنايته بتشييده . وروى المؤرخ البتنوني في رحلته المسماة بالرحلة الحجازية ما نصه : " وكان هذا القصر آية في الجمال والفخامة بل كان آية من آيات القرن الاول الهجري وأعجوبة من أعاجيبه حتى فضله الشاعر على أبواب جيرون " دمشق " التي كانت في ذلك العهد عاصمة الخلافة ومكان فخامتها . والشاعر هو أبو قطيفة إذ يقول القصر فالنخل فالجماء بينهما أشهى...... إلى النفس من أبواب جيرون إلى البلاط فما حازت قرائنه .....دور نزحن عن الفحشاء والهون والنخل الذي عناه: نخل كان لسعيد بين قصره وبين الجماء، وهي أرض كانت له . والقرائن هي دور كانت لسعيد بن العاص أيضا .

و لما دنا أجله (وكان سيداً فاضلاً سخياً) قال لابنه عثمان : إذا أنا مت فعلي دين ثلاثة آلاف ألف أرجو أن تقضى عني من خالص مالي . فقال عثمان لوالده لا يوجد من خالص مالك ما يكفي لذلك فقال سعيد لابنه إذا ذهبت إلى أمير المؤمنين معاوية وعرضت عليه القصر ودوره ومزارعه سوف يشتريها منك بما تريد لأنه يعرف نفاسة هذه الأرض.

فلما توفي الشيخ سعيد ذهب ابنه عثمان إلى معاوية بالشام فلما قيل له عثمان بن سعيد يستأذن قام فزعاً وقال توفي والله سعيد فأذن له فلما دخل وسلم أخبره بما على الشيخ سعيد من الدين فقال معاوية عليً سداد دينه .

فقال عثمان أوصى أن يقضى دينه من خالص ماله . فقال معاوية رضي الله عنه : أشتري منك قصره بألف ألف ودور
القصر بألف ألف ومزارع القصر بألف ألف فوافق عثمان فقال معاوية أسرع يا كاتب بالدواة والقلم واكتب قبل أن يندم الرجل فلما أعطاه المال خرج يودعه لم يمض معه كثيراً وقيل إنه رجع عنه مخافة أن يندم ، وهكذا فإن معاوية
رضي الله عنه وأمثاله ممن يعرف المدينة يعرف نفاسة هذه الأرض، وأطلال القصر لا تزال باقية رغم مرور أربعة عشر قرناً والظاهر أن البناء كان مشبعاً بالنورة ما جعله يقبل العواصف والعوامل بإباء وهو اليوم في داخل حيز بناء القصر الملكي قبل الجامعة الإسلامية

3ــ قصر عاصم بن عمرو بن عمر بن عثمان بن عفان وهو على سفح جماء تضارع بقرب السد الذي بناه ويصف الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري القصر فيقول موقعه إلى ناحية الجنوب ببعض انحراف إلى الشمال بالنسبة للسد - سدعاصم - ،
وبينهما نحو ثمانين متراً . أما طول بناء القصر فهو ثلاثون متراً ، وعرضهنحو ثلاثين متراً ، فهو مربع تماماً ، وطراز تقسيماته عربي عادي : غرف
متجاورة ما بين صغيرة وكبيرة وما يبدو لي أنه مطبخ أو غرفة الخدم . وهناك دكة للسمر ، لا تزال أطلالها ماثلة للعيان ، وهي مربعة الشكل تقريباً ، وعالية عن الأرض وهي مماثلة لدكة قصر سعيد بن العاص ، في الوضع والشكل والموضع.

 

فكلتاهما تقع في جنوب القصر العائدة إليه . وأمام دكة قصر عاصم ما يشبه غرفتين ، وبجانب هاتين الغرفتين ربوة مستديرة ، يخيل إليّ أنها طلل باق من مبنى لعله كان ملحقاً بالقصر ، للخيل وما أشبهه . وقصر عاصم في تقسيماته الداخلية ، والخارجية ، مثل قصر سعيد بن العاص ، فقد بنيا في هذه المنطقة في عصر متقارب وفي أفياء الدولة الأموية ، وكلاهما أمويان .

والقصران معاً يعطياننا فكرة محددة عن طراز بناء قصور ذلك العهد ، بصفة عامة ، وعن طراز بناء القصور في عهدهما بصفة خاصة ، وموقع سد عاصم هو أعلى الحديقة التي على يمين السالك في طريق مكة القديم أسفل جماء تضارع
عند جسر عروة وقد أقيم هذا السد كسائر السدود القديمة في هذه البلاد ،ليمنع فيضان المياه عقب هطول الأمطار الغزيرة إلى الخلاء أو إلى المنازل، وليحجز الماء فيه لسقيا صاحب القصر ، وربما لمن كانوا بجواره وربما لحديقته وحدائقهم .

 

وهذا السد مبني بحجر أسود غير منحوت (( دبش )) وهو مجصص وسميك يبلغ سمكه نحو مترين ونصف المتر وطوله نحو 36 متراً وتعريض الجدران كان طرازاً تقليدياً آنذاك اهـ . وشكل السد تقريبا يشبه سد الرانوناء لمن رآه وقد أقيم هذا السد بين فتحتي جبل تضارع المنفرجتين .

4:ــ قصر هشام بن عبد الملك يقول فيه السيد العياشي يقع في طرف حرة الوبرة من الشمال للمغرب ويليه من المغرب وادي أبي هريرة رضى الله عنه ومزارعه وآباره ويقول فيه الشيخ أحمد ياسين الخياري وهذا القصر يكون على شمالك في ذهابك إلى ذي الحليفة " آبار علي " وهو قائم على جبل مرتفع ويحتوي على غرف كثيرة ومنافع كثيرة مثل دورات المياه ومطبخ وفرن ومسجد وبئر عظيمة وساحة عظيمة داخل القصر تحت السماء لتهوية القصر ومحتوياته ، ولم يبق منه الآن إلا بقية أطلال تحدثنا عن تاريخه السابق المجيد .

وقد آل هذا القصر عن طريق الإهداء من جلالة الملك سعود العظيم إلى فضيلة القاضي الشيخ محمد الحافظ فأحيا جميع معالمه القديمة كما أحيا البئر ، وكذلك وقام بزراعة جميع المناطق المحيطة بالقصر ، وكان العقيق مليئا بالقصور كقصر سكينة بنت الحسين وأمها الرباب وقصر المراجل وقصر عنبسة بن عمرو بن عثمان وهو إلى الجماء مما يلي طريق
البطحاء وهو المقصود بقول الشاعر يا قصر عنبسة الذي بالرائع ... لازلت توهل بالحيا المتتابع وقصور عنبسة بن سعيد بن العاص وبهما سميت المنطقة بالعنابس
 

 

و كان في العقيق مزارع و بساتين مشهورة مثل : 1- مزارع أبي هريرة رضي
الله عنه قبيل المحرم ،

2- مزارع عروة بن الزبير قريباً من بئره المعروفة ، 3- بساتين عبد الله
بن بكير بقرب قصره الذي يقع بسفح جماء تضارع ،4- مزارع مروان بن الحكم
بقرب قصره بالعرصة الكبرى ، 5- بستان سعيد بن العاص بقرب قصره بالعرصة
الصغرى ، 6- مزارع الجرف التي منها (( الزين )) مزرعة النبي صلى الله
عليه وسلم

7- مزارع ثنية الشريد بعد ذي الحليفة

8- مزارع العنابس وهي مزارع عنبسة بن سعيد في وهاد الحرة الغربية

9- مزارع الغابة وخاصة مزارع ابن الزبير التي لا زالت تعرف بهذا الاسم

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

أضف تعليقك...

  • 4006 زيارات اليوم

  • 46480405 إجمالي المشاهدات

  • 2987098 إجمالي الزوار