• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الاثنين 2016-04-18

مسجد بني ظفر ( مسجد البغلة )

  • تسجيل اعجاب 55
  • المشاهدات 8089
  • التعليقات 0
  • Twitter
مسجد بني ظفر ( مسجد البغلة )

 مسجد بني ظَفَر من الأوس

وهو شرقي البقيع على طرف الحرة الشرقية واشتهر بمسجد البغلة؛ لما ذكر أن بغلة النبي صلى الله عليه وسلم ربطت هناك وأثرت حوافرها في حجر هناك والله أعلم بصحة ذلك، ذكر الزبير بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس على الحجر الذي هو في مسجد بني ظفر وأن زياد بن عبيد الله كان أمر بقلعه حتى جاءته مشيخة بني ظفر فأعلموه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس عليه فرده

وعن محمد بن فضالة  أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أتاهُم في بَني ظفرٍ ، فجلسَ علَى الصَّخرةِ الَّتي في بَني ظفرٍ اليومَ ، ومعَهُ ابنُ مسعودٍ ومعاذُ بنُ جبلٍ وَناسٌ من أصحابِهِ ، فأمرَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قارئًا فقرأَ فأتَى علَى هذِهِ الآيةِ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا فبَكَى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حتَّى اضطربَ لِحياهُ وجَنباهُ ، فقالَ :أي ربِّ ، شَهِدْتُ علَى من أَنا بينَ ظهرَيهِ ، فَكَيفَ بمَن لم أرَهُ

وكان المسجد صغيرا غير مسقف وإنما هو أربع حيطان قائمة ومحراب صغير . قال السيد السمهودي: وذرعته فكان مربعاً طوله من القبلة إلى الشام أحد وعشرون ذراعاً، ومن المشرق إلى المغرب مثل ذلك ورأيت فيه حجر رخام عن يمين محرابه، قد كتب فيه ما صورته ((خلد الله ملك الإِمام أبي جعفر المنصور المستنصر بالله أمير المؤمنين، عمر سنة ثلاثين وستمائة..  و قال الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري هذا المسجد مأثور وأطلاله باقية إِلى اليوم ويقع بطرف الحرة الشرقية فوق هضبة وطوله 3 أمتار و 70 سنتيمتراً في عرض 3 أمتار و 70 سنتيمتراً، ومن محاسن المصادفات ما أورده الإمام السمهودي من أنه رأى حجر رخام عن يمين محراب المسجد منقوشاً عليه ما صورته: (خلد الله ملك الإمام أبي جعفر المستنصر بالله أمير المؤمنين عمر سنة ثلاثين وستمائة، فإن هذا الحجر نفسه رأيته أنا أيضاً ولكنه ليس على يمين محرابه، بل هو مدمج في حجارة بنايته. وهذا يؤكد لنا أن المسجد عمر بعد عمارة المستنصر له.اهـ
قال المطري : وعند هذا المسجد آثار في الحرة من جهة القبلة يقال: إِنها أثر حافر بغلة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي غربيه (أي غربي أثر الحافر) أثر على حجر كأنه أثر مرفق (يذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اتكأ عليه ووضع مرفقه الشريف عليه وعلى حجر آخر أثر أصابع والناس يتبركون بها. والله أعلم.

وهذه دراسة لهذه المسألة ذكرها الشيخ محمّد إلياس عبد الغني في كتابه المساجد الأثرية في المدينة النبوية ص58 -63:

أولاً : لم يثبت بسند صحيح أن مرفق النبي - صلى الله عليه وسلم - وإِصبعه الشريف وبغلته تركت أثراً في الصخور إِذ لو حصل ذلك لورد ذكرها عن الصحابة رضي الله عنهم لشدة اهتمامهم بتتبع آثاره - صلى الله عليه وسلم - ومعجزاته.

ثانياً : إِن المؤرخين المتقدمين لم يذكروا هذا التفصيل وذكره المتأخرون بصيغ التمريض التالية : يقال . يقولون . مما يدل على أن ذلك لم يبلغ لديهم درجة الصحة والثبوت فكيف تعتمد هذه النسبة صحيحة إِلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ويتبرك بالصخرة ؟.

ويقال: إِن المرأة العقيمة كانت تجلس على الصخرة طلباً للولد وتسميه عامة الزائرين حجر الذرية لأجل ذلك .

وهذه دراسة لهذه المسألة ذكرها الشيخ محمّد إلياس عبد الغني في كتابه المساجد الأثرية في المدينة النبوية ص58 -63:

أولاً : إِن هذه الفكرة مخالفة للعقيدة الإِسلامية، قال تعالى { لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إِناثاً ويهب لمن يشاء الذكور. أو يزوجهم ذكراناً وإِناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إِنه عليم قدير }

ثانياً : الحجر الذي ذكره المؤرخون لهذا الغرض - حسب زعمهم - كان في داخل المسجد لكن الناس بدؤوا يقصدون الحجر الذي خارج المسجد، فشتان بينهما، وفيما يلي تفصيل ذلك: قال يحيى: (( جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الحجر الذي في مسجد بني ظفر)) فقلَّ امرأة نزر ولدها تجلس عليه إِلا حملت .

قال السمهودي: ولم يزل الناس يصفون الجلوس على ذلك الحجر للمرأة التي لا تلد ، ويقصدون ذلك المسجد لأجله غير أني لم أر فيه حجراً يصلح للجلوس عليه إِلا في أسفل كتف بابه على يسار الداخل حجراً مثبتاً من داخله فكأنه هو المراد، والناس اليوم إِنما يقصدون حجراً من تلك التي هي خارجه في غربيه فيجلسون عليه، وهذا بعيد لأن الرواية المتقدمة مصرحة بأنه في المسجد اهـ .

ثالثاً : لم يصل إِلينا نقل صحيح يفيد بوجود هذا النوع من التبرك بالصخرة في خير القرون ، وقد صرح بذلك السمهودي قائلاً : ولم أقف في ذلك على أصل.

وقال إِبراهيم رفعت : ولم يثبت شيء من ذلك ، وإِنما محض افتراء زوره المرشدون للآثار ليستدروا بذلك أموال الدهماء.

وتجدر الإِشارة إِلى أن السيد أحمد الخياري المتوفى عام (1380هـ) أطلق عليه اسم مسجد المائدة أيضاً. ولا يصح ذلك لأن إِبراهيم رفعت الذي زار مسجد البغلة ومسجد المائدة في سنة 1318هـ ذكرهما بعنوان مستقل كما أن الخلفية التاريخية التي تذكر لكل منهما تختلف عن الأخرى. 

وخلاصة القول أنه ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في مسجد بني ظفر وسمع فيه قراءة عبدالله بن مسعود رضي الله عنه لكن لم يثبت دليل صحيح بوجود أثر على الصخرة لمرفقه - صلى الله عليه وسلم - وإِصبعه وبغلته ، كما لم يرد نقل صحيح عن سلف خير القرون على التبرك بالصخرة وجلوس المرأة العقيمة عليها طلباً للولد.

وموقعه خلف مبنى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكان الهيئة ، شرقي البقيع ، إذا وضعت البقيع على يسارك متجهًا نحو مسجد الإجابة فإن مبنى الهيئة على يمينك ودونه بستان الأخوين العائدة للسادة آل الرفاعي.

وهو على يمين السالك عن طريق الملك عبد العزيز الطالع خلف مبنى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

 


إعداد الباحث في تاريخ المدينة المنورة عبدالغفور بن عبدالله بن محمد شفيع 

 

أضف تعليقك...

  • 5620 زيارات اليوم

  • 46447169 إجمالي المشاهدات

  • 2986662 إجمالي الزوار